10 فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، حَقًّا إِنَّكَ خِدَاعًا خَادَعْتَ هذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ، قَائِلًا: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ». 11 فِي ذلِكَ الزَّمَانِ يُقَالُ لِهذَا الشَّعْبِ وَلأُورُشَلِيمَ: «رِيحٌ لاَفِحَةٌ مِنَ الْهِضَابِ فِي الْبَرِّيَّةِ نَحْوَ بِنْتِ شَعْبِي، لاَ لِلتَّذْرِيَةِ وَلاَ لِلتَّنْقِيَةِ. 12 رِيحٌ أَشَدُّ تَأْتِي لِي مِنْ هذِهِ. الآنَ أَنَا أَيْضًا أُحَاكِمُهُمْ».
إلى يومنا هذا لا تزال النفس تنخدع لا بكلمات الأنبياء الكذبة الخارجين بل بالذين هم في داخلها، الأفكار الخطيرة المخادعة، لتستكين للخطية وتضرب بالشركة الإلهية والوصية عرض الحائط. مثل هذه النفس يبكي عليها السيد المسيح كما على أورشليم، قائلًا: "إنك لو علمتِ أنتِ أيضًا حتى في يومكِ هذا ما هو لسلامكِ، ولكن الآن قد أُخفي عن عينيكِ، فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤكِ بمترسة ويحدقون بكِ ويحاصرونكِ من كل جهة، ويهدمونكِ وبنيكِ فيكِ ولا يتركون فيكِ حجرًا على حجرٍ لأنكِ لا تعرفين زمن افتقادكِ" (لو 19: 42-44).
بعدما يقدم الله تأديبه يحذر من العقوبة الأبدية... فقد سمح لهم بالسبي، لكن إن لم يرجعوا يسقطون في دينونة أبدية، إذ يقول: "في ذلك الزمان يقال لهذا الشعب ولأورشليم: ريح لافحة من الهضاب في البرية نحو بنت شعبي، لا للتذرية ولا للتنقية. ريح أشد تأتي لي من هذه. الآن أنا أيضًا أحاكمهم" [11-12].
إنه يتحدث مع شعبه كابنته "بنت شعبي" أو ربما my daughter-people "ابنتي الشعب" (إر 11؛ 8: 19، 21، 22)، مؤكدًا مدى اهتمامه بالشعب المنتسب إليه كابنة له، وإن كانت تقابل حبه واهتمامه بالعصيان. لقد سمح لها بالسبي كريحٍ للتذرية، تفصل الحنطة عن الزوان، وبالتنقية كالنار التي تنقي الذهب والفضة... لكنه إذ يحل يوم الدينونة تصير العقوبة أبدية!