رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
« أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا٨: ١٢). أمر نبوخذ نصر ملك بابل بأن يؤتى له بشباب من العائلة الملكية وأشراف اليهود، تتوافر فيهم مؤهلات اجتماعية وعلمية وجسدية. فالمرشَّحون لخدمة الملك يليق بهم أن يكونوا أهلاً لهذه الوظيفة الملكية الراقية. «وَأَمَرَ الْمَلِكُ أَشْفَنَزَ رَئِيسَ خِصْيَانِهِ بِأَنْ يُحْضِرَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ نَسْلِ الْمُلْكِ وَمِنَ الشُّرَفَاء، فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُمْ» (دانيال١: ٤، ٥). فيما يتعلق بماضيهم: يشترط أن يكونوا قد تربَّوا في عائلات مَلَكية، لديهم ثقة في النفس، وتخلو حياتهم من أي شعور بالحرمان أو العقد النفسية، ويكونون قد تعلموا من الصغر علومًا متنوعة وعادات راقية تليق بأولاد الأصول. فيما يتعلق بحاضرهم: يشترط أن تكون صحتهم جيدة، ومظهرهم جذاب، أي بدون أية عيوب في هيئتهم أو علة في أجسادهم. فيما يتعلق بمستقبلهم: يشترط أن تتوافر لديهم القابلية لتعلُّم لغة وكتابة الكلدانيين، ليتعلموا ثقافة الكلدانيين ولتطوير مهارات التواصل بينهم وبين رجال القصر والشعب البابلي. صحيح أن عبارة «فِتْيَانً لاَ عَيْبَ فِيهِمْ» هنا تركز على الكمال بالمقاييس البشرية؛ إذ تشمل جمال الهيئة الخارجية وتمام الصحة الجسدية وتوافر المهارات والقدرات الشخصية، لكنها على أيَّة حال تذكّرني بوصف جميل ورد في أحد رسائل العهد الجديد «أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ». إذ كان الرسول بولس يحثّ المؤمنين في فيلبي أن يكونوا مؤهَّلين لخدمة من هو أعظم من ملك بابل؛ لخدمة ملك الملوك ورب الأرباب وليس في حدود قصر بابل إنما كي يضيئوا بين أبناء جيلهم كأنوار في العالم. «لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ» (فيلبي٢: ١٥). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|