رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْمُسَقِّفُ عَلاَلِيَهُ بِالْمِيَاهِ. الْجَاعِلُ السَّحَابَ مَرْكَبَتَهُ. الْمَاشِي عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ [3]. عندما يبني الإنسان حجرة أعلى بيته (عليه) يغطيها بسقفٍ من مادة صلده لتحميه من حرارة الشمس ومن الأمطار. أما الله فيغطي عليته - إن صح التعبير - بالسحاب المملوء مياهًا. إنه يستخدم السحاب كالخيل يُحَرِّك مركبته كيفما شاء، ويقودها حسب مسرته. كأن كل شيء حتى السحاب والرياح يطيعانه. كثيرًا ما يُقَدِّم لنا المرتل السحاب كرمز للسماء، لهذا يرى في السحاب مركبة إلهية. عند صعود السيد المسيح لم يكن محتاجًا إلى مركبة، لأنه هو خالق السماء، ويحسبها مركبته. يقدم لنا القديس أغسطينوس تفسيرًا رمزيًا للعبارة: "المسقف علاليه بالمياه"، فيقول إن الحديث هنا عن السماوات التي هي الأسفار الإلهية، أما علاليه فهي وصية الحب، [وصية الحب التي لا يوجد ما هو أعظم منها (مر 12: 31). ولماذا يُقارَن الحب بالمياه؟ "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا" (رو 5: 5). من أين الروح القدس هو مياه؟ لأنه "وقف يسوع ونادى، قائلًا إن عطش أحد فليُقْبِلْ إليّ ويشرب، من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 37-38)... "الماشي على أجنحة الريح"، أي فوق فضائل النفوس؟ الحُب ذاته. ولكنه كيف يمشي فوقه؟ لأن محبة الله نحونا أعظم من محبتنا نحن له.] * لماذا "أخذته سحابة" (أع 2: 9)؟ هذه أيضًا كانت علامة أكيدة أنه صعد إلى السماء. إذ لم تأخذه نار، ولا مركبة نارية كما في حالة إيليا، وإنما "أخذته سحابة"، رمز للسماء. وكما يقول النبي: "الجاعل السحاب مركبته" (مز 104: 3). كما يُقال عن الآب نفسه. لذلك يقول نبي آخر: "الرب جالس على سحابة خفية" (إش 19: 1 LXX) . القديس يوحنا الذهبي الفم * بهذا القول يخبر النبي أن عناية الله تُدَبِّر المياه والسحاب والرياح، ويمنح منافع من هذه كلِّها للعالم. وأيضًا أن طبيعة الله سريعة الحضور كأنها على أجنحة الرياح. أما علاليه فهي الأسرار الكنسية التي يشيدها ويسقفها بمياه المعمودية. جعل مركبته السحاب أيضًا عندما ظهر لبني إسرائيل... وأيضًا عندما صعد ربنا من على جبل الزيتون إلى السماء، رفعته سحابة من تحت قدميه. الأب أنسيمُس الأورشليمي لا بد أن يكون هناك ملائكة مسئولين عن الأعمال المقدسة، يرشدون إلى فهم النور الأزلي، إلى معرفة سرائر الله وعِلْم ألوهيته. الملائكة أيضًا مُبَشِّرون. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|