أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا [12].
كما لا يستطيع الإنسان أن يقيس البعد بين المشرق والمغرب، هكذا ينزع الله عنا معاصينا بطريقة يصعب علينا أن نصفها أو نضعها تحت حسابات بشرية.
كما أن المشرق والمغرب لن يلتقيا في نقطة واحدة، هكذا فإن مراحم الله قادرة أن تزيل عنا معاصينا أبديًا، كأن لا علاقة لها بنا، أو نحن بها.
جاء في التقليد الكنسي في الشرق كما في الغرب، أنه عند جحد الشيطان وكل قواته وأعماله الشريرة ينظر طالب العماد (مع اشبينه) نحو الغرب، وعندما يعترف بالثالوث القدوس ينظر نحو الشرق. لهذا يسألنا القديس أغسطينوس أن ننظر دومًا نحو المشارق طالبين نعمة الله أن تشرق علينا وتَثْبت فينا إلى الأبد، ونعطي ظهورنا للغرب، معلنين رفضنا التام لإبليس وأعماله، فتغْرُب عنا خطايانا كما بلا رجعة.