ما هو موقف شاول تجاه جيش الأعداء الذي تجمع لمحاربته بينما فارق روح الرب شاول، ومات صموئيل النبي، وهرب منه داود بسبب مضايقاته له؟
يكرر السفر حادثة موت صموئيل هنا في إيجاز لا للحديث عنها ولكن لإيضاح تصرفات شاول القادمة. "ومات صموئيل وندبه كل إسرائيل ودفنوه في الرامة في مدينته؛ وكان شاول قد نفى أصحاب الجان والتوابع من الأرض" [3].
من الأعمال الحسنة التي قام بها شاول - غالبًا بإرشاد صموئيل النبي - مقاومته لأعمال السحر والشعوذة لذا نفى أصحاب الجان. وقد جاءت الكلمة الأصلية "أصحاب الجان" تعني الذين يتكلمون كأنه من بطونهم فيتظاهرون بجان حالِّ فيهم يخبرهم بأمور خفية ومستقبلية. كما نفى "التوابع" أي توابع الجان، أي الذين يتبعونه حيثما يذهب كخدم وعبيد لسيدهم، لذا يكشف لهم أمورًا لا يدركها أو ينظرها البشر ويقدم لهم إمكانيات فوق طاقات البشر مثل استدعاء أرواح الموتى . لقد حرمت الشريعة السحر والشعوذة بكل أنواعها لأنها تعني التجاء الإنسان إلى الشر كمرشد له وسند عوض الالتجاء إلى الله والاتكال عليه.