رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هتاف الأرض كلها اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اهْتِفُوا وَرَنِّمُوا وَغَنُّوا [4]. * "اهتفي لله يا كل الأرض". ليس اليهودية وحدها، بل كل الأرض، تهتف للرب. أجلبي كل شعارات الجيش المنتصر... رنمي بكل كيانك. ليت يدكِ ترنم بالعطاء، وقدميك بالإسراع نحو العمل الصالح. القديس جيروم رَنِّمُوا لِلرَّبِّ بِعُودٍ. بِعُودٍ وَصَوْتِ نَشِيدٍ [5]. يرى القديس جيروم أن المؤمن أشبه بعودٍ أو قيثارةٍ تعزف لحنًا يسبح الله، إن فسد وتر واحد من العود أو انكسر لا يعطي العود لحنًا جميلًا! * "رنموا للرب بعودٍ". لتعطِ كل الأوتار صوتًا. فإن توقف وتر واحد، لا يكون ذلك عودًا. ماذا يفيدك إن كنت طاهرًا، وفي نفس الوقت طماعًا. ماذا يفيدك إن كنت طاهرًا وسخيًا في العطاء، ولكن في نفس الوقت حاسدًا؟ ماذا يفيدك إن كان لك ستة أوتار صالحة، ووتر واحد مكسور؟ فإنه إن كان وتر واحد مكسورًا، فلا يمكن أن تكون القيثارة كاملة في إصدار صوتها. القديس جيروم * احمدوه ليس بالصوت وحده، وإنما بالأعمال أيضًا. سبحوه واعملوا، اصنعوا لحنًا بالعود والقيثارة. القديس أغسطينوس بِالأَبْوَاقِ وَصَوْتِ الصُّورِ، اهْتِفُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ الرَّبِّ [6]. يربط القديس أمبروسيوس التسبيح لله باستخدام الأبواق (مز 98: 6) التي كانت تستخدم من قرون الحيوانات، وبين الحيوانات الطاهرة التي لها قرون (تث 14: 4). فإن الإنسان الطاهر يستخدم الأبواق، كما لو كان له قرون، ليعلن النصرة في معركته ضد إبليس، وتحرره من عبودية العدو ونيرها الثقيل. * "بالأبواق وصوت الصور". نقرأ في سفر العدد (أصحاح 10) عن وجود نوعين من الأبواق: واحد طويل من الفضة، والآخر بوق من القرن. كلاهما مذكوران في هذه العبارة... اسمعوا ماذا يرمزان. البوق الفضي الطويل هو كلمة الله. "كلام الرب كلام نقي كفضةٍ مصفاة ممحوصة سبع مرات" (راجع مز 12: 6). ومن الجانب الآخر فإن صوت القرن يمثل إنسان الله في كل سلطانة. في الكتاب المقدس يعني القرن حسنًا الملوكية والسلطان، كما هو مكتوب: "أقام لنا قرن خلاصنا" (لو 1: 69)... انظروا إذن ماذا يعني المرتل هنا؟ ليكن لكم بوقان: الفضي للكلام، والقرن للقوة. القديس جيروم * الأبواق المسحوبة هي من النحاس، تُسحب خلال الطَرْق بالمطرقة... كان أيوب بوقًا مطروقًا، عندما هوجم فجأة بخسائر ثقيلة، وبموت أبنائه. صار مثل بوق مسحوبٍ بضربة بمتاعبٍ ثقيلة هكذا، فقال: "الرب أعطى، الرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا" (أي 1: 21)... يا له من صوتٍ شجاعٍ! يا له من صوتٍ حلو! من لا ينقذه هذا الصوت من النوم، كي يسير في معركة ضد الشيطان بدون خوفٍ، لا ليقاوم بقوته، بل بذاك الذي يزكيه... أجسر فأقول يا إخوتي لأن الرسول ضُرب بذات المطرقة، إذ يقول: "ُأعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني" (2 كو 12: 7). انظروا إنه تحت المطرقة. لنسمع ماذا يقول عنها: "من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني، فقال لي: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل" (2 كو 12: 8-9)... ما هو صوت الصور؟ يرتفع القرن (الصور) فوق الجسد، يرفعه أعلى الجسد يكون قويًا وقادرًا أن يتكلم. إنه يتعدى الجسد. من يريد أن يكون بوقًا من القرن فليغلب الجسد... يتعدى الشهوات، يغلب شهوات الجسد. اسمعوا أبواق الجسد، لا تطلبوا الأمور الجسدية. القديس أغسطينوس * صوت مثل هؤلاء الناس هو "بالأبواق وصوت الصور". الأبواق آلات من نحاس طويلة وممتدة بضربها. الآن متى تكون ممتدة؟ إن كنا عندما نحتمل اضطهادًا من أناسٍ أشرارٍ، نقبل ذلك بصبرٍ دون تذمر على تدبير الله. عندما نهاجم نصير أبواقًا طويلة ممتدة تسبح الله. إن كنا نتقدم في الكمال تصير الكارثة هي ضربة، والتقدم امتدادًا. كان الطوباوي أيوب بوقًا عندما لم يتذمر بأي شكل على الرب، مع أنه ضُرب بآلام كثيرة بواسطة الشيطان، حتى عندما تألم بفقدانه أبنائه. بضربه بكارثة عظيمة كهذه صار بوقًا. الأب قصريوس أسقف آرل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|