رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” في قلبها” لهؤلاء الذين يزداد اعتراضهم او يخجلون من ان يسوع قد أمضى حياة غامضة تماما وأيضا بالنسبة الى حالة القديسة مريم ويرغبون ان ينسبوا سلسلة من المعجزات عنها وبدأوا يكتبون وينشرون قصصا بالغة الدهشة حتى ان الكنيسة الأولى لم تعترف بتلك الكتابات. ان واجبنا ان ننصت الى ما جاء في الانجيل المقدس والذي جاء فيه “ ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا“(لوقا51:2). ان عمل يسوع هو تكريس نفسه لحرفته حتى بدء رسالته العلنية، وان عمل مريم كان ان تتأمل نهارا وليلاًَ في أسرار الله. هل يا ترى عندما فقدت مريم ابنها في الهيكل هل غيّرت دورها؟ وها هي نراها تظهر في سفر أعمال الرسل او في تقليد الكنيسة فلقد ذكر اسمها ضمن من كانوا في العليّة عند حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ” هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.“(اعمال14:1). اليس يكفي ان يكون دورها ان تحفظ في قلبها كل ما عاينته ولمسته وعاشته من حياة ابنها؟ اما عن اسرار طفولة ابنها وذكرياتها عنها كانت ذكرى عطرة فكم وكم ما يمكنها ان تتذكره في حياتها الباقية بعد رحيل ابنها وقيامته وصعوده؟ لقد تأملت مريم في يسوع وهي أيضا مع يوحنا الحبيب التلميذ الذى كان يحبه يسوع نموذجان لحياة التأمل وظلت مريم في التأمل الدائم وانصهرت وذابت في حب وشوق ابنها الحبيب. ما الذي تقرأه الكنيسة في يوم انتقالها المجيد بالنفس والجسد؟ انه ذلك النص الإنجيلي عن مريم اخت لعازر التي كانت جالسة عند قدمي المخلص تستمع لكلماته المحيية:” وَكَانَتْ لِهذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ، الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ.“(لوقا39:10). من كنوز الكتاب المقدس وجدت الكنيسة اكثر نص مناسب عن القديسة مريم أم يسوع لكي تكرمها بالتأمل في موقف مريم أخرى وما قامت به ليعطينا فكرة تأملية عن دورها التأملي وحفظ كلمات واحداث يسوع ابنها في قلبها. اذن ما الذي يجب ان يقال لمن يرغبون بكل الطرق للتعرف على كل الأشياء الثمينة ويعلنوها عن القديسة مريم؟ ما الذي أيضا يمكن ان يقال لمن هم غير راضون بتواضع وتأمل كامل لأن هذا هو ما قد أرضى مريم وأيضا يسوع نفسه لمدة ثلاثون عاما. ان صمت الكتب المقدسة عن هذه الأم السماوية هو أعظم وأكثربلاغة في مديحها واكرامها. اذا هذا الجزء عن مريم التي “ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا”، هو اهم شيئ لأن “الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»“(لوقا42:10).. ايتها الكبرياء البشرية ما هي شكواك من جميع مخاوفك؟ انك لا شيئ في هذا العالم؟ أي نوع من الشخصيات كان يسوع؟. أي نوع من الشخصيات كانت مريم؟ انهما كانا عجائب هذا العالم وصورة الله المنظورة وملائكته وماذا فعلا يا ترى؟ من أي عواقب كانا؟ ومن أي نوع من الأسماء كانت لهما؟ وما الذي ترغبه لكي تكون مشهور ومحتفل به؟ انت لا تعرف أي من مريم او يسوع. انت تريد موقف يظهر مهاراتك ولا تدفنهم، ولكن يسوع قد استخدمك بأن منحك هذه المواهب ويخبرنا بأنه سيطالب بها حساب وكالتك. ان المواهب التي اخفيتها ولم تستثمرها كما يجب ودفنتها لا تكن محبوبة بدرجة كافية في عين الرب وتصبح بلا ثمن وبلا نفع لكن لو استخدمتها لمجد الله وبمعونته تصبح وزنتك مثمرة. لو قلت في نفسك انني لا شيئ ولا أملك شيئ ولا أقدر أن أعمل وحتى لو عملت عملا فهو صغير وقليل ولا يجلب لي أي سعادة فما جدواه اذن، وانا اريد ان أتركه من ورائي وان آخذ اسرتي فقط معي فلا اهتم بعيري، فهل يا ترى تطلعت مريم ويسوع ان يظهرا انفسهم فقط دون مراعاة لإحتياجات الآخرين؟. أنظر الى ذاك النجار السماوي ومعه منشاره وأدوات نجارته وانظر الي يديه وقد تقست من استعمال تلك الأدوات البسيطة والحقيرة في نظر البعض، انه لم يقف حلف منصة ولكنه فضّل ان يمارس حرفة اكثر تواضعا واكثر أهمية لمعيشته واعالة أمه. لم يستخدم أي قلم أويسطر كلمات جميلة ولكنه بقى في عمله مكتسبا معيشته من عرق جبينه. لقد كان يعمل ويسّبح ويصلّي ويواظب على الذهاب للمجمع كل يوم سبت مباركا ومنفذا لمشيئة الله في تواضعه وخضوعه وطاعته. ويا ترى ما هو العمل الذي قام به عندما ابتعد عن ابويه يوسف ومريم في فرصة وحيدة، اليس انه قد هرع الي بيت ابيه السمائي؟. لقد عمل يسوع لخلاص كل البشرية، وانت تقول “ليس لدي أي شيئ اعمله” بينما في الحقيقة ان عمل خلاص البشر يكون ولو في جزء منه مسنود اليك. الا يوجد لديك أي أعداء يحتادون للمصالحة؟ مشاجرات تحتاج الي التهدئة؟ اختلافات تحتاج الى انهائها، حتى يمكن للمخلّص ان يقول:” فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ.“(متى15:18)؟. ألا يوجد انسان بائس يحتاج ان يرجع عن شكواه، تجديفه او يأسه؟ واذا ما يجب ان كل تلك الأعمال قد تؤخذ بعيدا عنك فهل لا تظل تعمل من اجل خلاصك والذي لكل واحد منا هو عمل الله؟ اذهب الي الهيكل اذا كان من الضروري فاذهب بعيدا عن امك وابوك وتنازل عن شهوات الجسد وقل مع يسوع:” يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ.“(يوحنا4:9). فلنكن متواضعين وصادقين مع أنفسنا اذا ما فكرنا انه لا يوجد شيئ في عملنا جدير بوقتنا. صلاة: يا أمنا المحبوبة يا من علّمتينا كيف ننظر لأعمال الله “متفكرين” و”محتفظين” بها في قلوبنا دون أن نتشكك او نيأس او نهتز بل نمجد ونسبح الله ونشكره على كل حال وفي كل حال ومن أجل كل حال. آمين. أكرام: لا تسرع في تلاوة الوردية بل صل باناة وتأمل بمعانيها السامية نافذة:يا سلطانة الوردية المقدسة صلي لاجلنا يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كنز مريم وخزنة قلبها الثمينة |
مريم أم الرحمة هذه تحب من كل قلبها |
مريم العذراء هى من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها |
كانت مريم متضعه في قلبها. . |
مريم العذراء هى من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها |