رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ، حَتَّى تُحْفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفْرَةٌ [13]. وسط الضيقات والتأديبات يتمتع أولاد الله بالتعزيات الإلهية أو سلام القلب بينما يشعر الأشرار وسط أوقات الفرج بفراغ غريب وشعور بالحرمان. فالتأديبات مع سلام الله الداخلي أفضل من الازدهار والنجاح الظاهري مع الفراغ الداخلي. غالبًا ما يستخدم الله شر الأشرار لتأديب أولاده، فبينما يتزكى أولاد الله إذا بكأس الأشرار يمتلئ. هذا ما حدث مع يوسف وإخوته. هم أرادوا أن يفعلوا به شرًا والرب صنع به خيرًا. جاءت كلمة "تريحه" في تفسير للمزمور "يعطيه صبرًا". ولعل المرتل يصور لنا أنه وإن كان الأمر فيه مرارة حين يرى الصالحون أن الله يطيل أناته جدًا على الأشرار، فيعيشون في حياة رغدة وينالون سلطانًا، بينما يعانون هم (الصالحون) من الظلم والآلام. لكن في هذه الفترة التي فيها يطيل الله أناته على الأشرار يزين أولاده بالصبر كسمة جميلة تليق بأبناء الطويل الأناة، وفي نفس الوقت تُعد جهنم للأشرار إن أصروا على عدم الرجوع إلى الله. لا نتخيل أن الملائكة يعدون الحفرة الأبدية أو جهنم بمنظار مادي، وإنما يلقي الأشرار أنفسهم في نار خطاياهم وفسادهم الأمر الذي اختاروه بمحض إرادتهم الشريرة. لست أظن بقوله: "حتى تُحفر للشرير حفرة" أنه يقصد أن الله يعد جهنم بنفسه للأشرار. لسنا ننكر وجود جهنم لكننا لا نتصور انشغال الملائكة بإعدادها. هذا وقد وعدنا السيد المسيح: "أنا ماضٍ لأعد لكم مكانًا" أي الحياة الأبدية بأمجادها الفائقة. ولم يقل للأشرار: أنا ماضٍ لأحفر لكم جهنم، الحفرة الأبدية. * "لتريحه من أيام الشر" هذا هو السبب لماذا يعلمه (من شريعته)، لكي يرحمه في المستقبل. هذا هو السبب أنك تُصلحه في الحاضر، حتى لا تدينه في المستقبل. حكم القاضي عذاب، وذلك بالنسبة للذي سيتعذب، وليس لأن الحكم عنيف؛ وإنما لأن الحكم العادل يُحسب عنيفًا لمن يعاني من شوكة العقوبة. * "حتى تُحفر للشرير حفرة" من الذي يحفر الحفرة لفاعلي الشر؟ لننظر ماذا يقول المرتل في مزمور آخر: "كرا جبَّا، حَفَرَهُ فسقط في الهوة التي صنع" (مز 7: 15). إذن بالتأكيد لم يصنع الله الهوة، إنما الخاطي، وكانت النتيجة أنه يسقط فيها. يعلن الرب: "إن كان أعمى يقود أعمى، يسقطان كلاهما في حفرة" (مت 15: 14) القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|