القمص ميخائيل إبراهيم
المأمور يساعده في بناء الكنيسة
لما كنت منن زملائه بحكم العمل، حيث عينت معاون مالية لمركز بلبيس عام 1936. وبمجرد دخولي سمعت عن نزاع مع (ميخائيل أفندي إبراهيم) الذي كان كاتبًا لخفر بلبيس، بسبب الاجتماعات الدينية التي كان يعقدها مساءًا بالجمعية، وبسبب جمعه نقودًا ليناء كنيسة في بلبيس.
وكان مأمور المركز يعطف على (ميخائيل أفندي)، لأمانته في عمله، ومواظبته على المواعيد. ولأنه كان يمتاز بأنه يكتب ميعاد حضوره بالضبط إن جاء متأخرًا، بعكس باقي الموظفين الذين مهما تأخروا لا يثبتون تأخيرهم بل يسجلون أنهم جاءوا في الموعد الرسمي..
وكان المأمور يندهش إذ يلاحظ أمانة هذا الموظف الذي يسجل على نفسه التأخير أحيانًا، ولا يتصرف كالباقين الذين كانوا يلومون (ميخائيل أفندي) على تصرفه، لأنه بذلك قد يكشفهم..
لذلك كان المأمور يحترمه، ويثق في أمانته، ويحبه لحسن عمله، ونشاطه في إنجازه بدون تأخير، وبدون غاية أو غرض. ولهذا لما وردت الشكاوى ضده، أراد المأمور أن ينقذه ويحقق له غرضه.. فسأل المأمور الشاكين: هل إقامة كنيسة للموظفين الأقباط عار أو عيب؟ أليست مكانًا لعبادة الله؟ فرد بعضهم: [نعم، هى محل عبادة، ولكن لا يوجد عدد كاف للعبادة]. فقال المأمور: [وماذا يهمنا إن كان يوجد عدد كبير للعبادة أو عدد قليل؟ إن هذا لا يؤثر علينا]..
ولم يكتف المأمور بإقناع الشاكين، وإنما كلفهم أيضًا بالمساهمة في تكاليف البناء وقال: يجب أن نتعاون مع أخوتنا بسبب ضعفه وقلة عددهم. فهذا يشرفنا..
وهكذا تكفل بعضهم بالخشب، والبعض بالأسمنت، والبعض بالطوب.. وبنيت الكنيسة وارتفعت منازلتها. وذلك بقوة الرب، وببركة (ميخائيل أفندي) كاتب الخفر..
كمال إبراهيم رزق ناظر كنيسة العذراء بكفر عبده