يا له من جو مُنعش ومُبهج، ذلك الذي يعيش فيه العطار. فهو يحيا وسط الروائح الذكية العطرية التي تنعش النفس وتبهج القلب ـ هذا هو الجو الذي يليق بكل مسيحي حقيقي أن يحيا فيه، جو الشركة المقدسة التي تمتع النفس برائحة المسيح الذكية. وهذا يستلزم من المسيحي كل نشاط واجتهاد، فكما أن العطار يذهب مبكراً إلى الجنات ليجمع الأزهار الجميلة، فكذلك المؤمن في شركة مباركة يدخل إلى جنة الملك "فتقطر أطيابها". وكلمة الله هي الجنة التي يدخل إليها وينتقل في أرجائها العطرة، يجد في كل جزء فيها ما يفوق رائحة الأزهار العطرية.