قال الأب ميّوس الذي من فيليوس: الطاعة تكون من أجل الطاعة. فالإنسان إذ أطاع الله فإن الله يطيعه. عبد في الإسقيط:
قال أيضًا عن أحد الشيوخ إنه كان من العبيد في الإسقيط، شديد التمييز. وكان يأتي كل سنة إلى الإسكندرية لكي يقّدم الأجرة لسادته. وهؤلاء كانوا يأتون للقائه ويسجدون له. أما الشيخ فكان يضع الماء في المغسلة ويحمله ليغسل به أرجل سادته. لكنهم كانوا يقولون له: "لا يا أبانا، لا تُخزنا". فكان يجيبهم: "اعترف بأني عبدكم، وإني أغسل أرجلكم لكي أشكركم لأنكم تركتموني حرًا لخدمة الرب كعبدٍ، لهذا اقبلوا أجرتي هذه". أما هم فكانوا يخاصمونه رافضين طلبه، كان هو يقول لهم: "إن لم تقبلوا أجرتي، فإني سأقيم هنا لأخدمكم". وإذ خافوا أن يفعل كما يقول، تركوه وشأنه. إلا أنهم كانوا يشيّعونه باحترام كثير وإجلال لكي يصنع الرحمة من أجلهم، لأجل هذا صار معروفًا في الإسقيط ومحبوبًا.سأل أحد الجنود الأب ميّوس قائلًا: "هل يقبل الله التوبة يا أبتِ؟" أمّا هو قال له: "قل لي يا حبيبي، إذا تمزق ثوبك، هل ترميه خارجًا، أم ترتقه؟" أجابه الجندي: "بل أرتقه". فقال له الشيخ: "إذًا إذا كنت أنت تبقي على ثوبك، ألا يبقي الله على خليقته؟"