الحكيم يُخبرنا أن «المُكثِر الأصحاب يُخرب نفسه، ولكن يوجد مُحب ألزَقُ من الأخ» ( أم 18: 24 ). فالأصحاب مهما كثروا لا يمكن الاعتماد عليهم، ولا يجب انتظار العون منهم في وقت الشدة، لأنه بسبب عجزهم يقفون من بعيد. ولا يوجد أقسى على النفس أن يجد الإنسان نفسه وحيدًا وقت تجربته، وقد تخلى عنه جميع أصحابه الذين وضع ثقته فيهم. هكذا رثى أيوب حاله قائلاً: «أقاربي قد خذلوني، والذين عرفوني نسوني» ( أي 19: 14 ). والمُحزن أن نرى صديقًا أو قريبًا يخون صاحبه، ولكن يوجد مُحبٌّ أَلزقُ مِن الأخ، هذا هو الصديق الذي يحب في كل حين، ولا يمكن أن تتأثر محبته أبدًا بالظروف والمواقف المتنوعة، وهو دائمًا يُظهر محبته غير المشروطة في عالم اتسم بالبغضة والكراهية.