عندما بدأت بذور الشك في صلاح الله تدخل في حواء، صدَّقَت ادعاء الشيطان أن الله لا يريد لهما أن يستمتعا، فلم تذكر للشيطان أن الله قال لهما «تَأْكُلُ أَكْلاً»، واكتفت بالقول «نَأْكُلُ». وصوَّرته وكأنّه يتلذذ بحرمانهم، فقالت إن الله قال عن ثمر الشجرة التي في وسط الجنة «وَلاَ تَمَسَّاهُ» مع أن الله لم يقُل هكذا (قارن تكوين٢: ١٦، ١٧ مع ٣: ٢، ٣).
وإذ أراد الإنسان أن يستمتع بما ليس من حقِّه، وبطريقته، وليس في خضوعه لله؛ جلب لنفسه الشقاء، وكان عليه أن يواجه الحكم الإلهي «مَوْتًا تَمُوتُ». وبدل التمتع بالأشجار الشهية للنظر والجيدة للأكل أصبح نصيبه «شَوْكًا وَحَسَكًا» (تكوين٣: ١٨).
وهذا ما قاله الحكيم «إذ بمعزل عنه من يستطيع أن يأكل ويستمتع؟» (جامعة٢: ٢٥ - ترجمة كتاب الحياة)