رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ذبيحةٌ حيَّة «أَطلُبُ إِلَيْكُمْ ... أَنْ تقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً» ( رومية 12: 1 ) لكي نختبر إرادة الله أنها صالحة من نحونا، ومرضية بالتمام، علينا أن نفعل أمرين: أولاً: أن نُقدِّم أجسادنا ذبيحة حيَّة مُقدَّسة مرضية لله، ثانيًا: ألاَّ نُشاكل هذا الدهـر، بل نتغيَّر بتجديد أذهاننا ( رو 12: 1 -2). يجب أن نُقدِّم ما يُرضي الرب أولاً، وعندئذ سنرضى نحن ونسعَد بما يُريده لنا، وسنعرف أن هذه الإرادة صالحة وخطته رائعـة. كنا نتخيَّل أن الذبيحة بعد تقديمها مرة ستحترق وتتلاشى، لكن الحقيقة أنها ذبيحة حيَّة، وكأن المقصود أننا نُقدِّمها كل يوم، ومع كل موقف، كأنها جديدة، ونفعل ذلك بحُب وسرور. ليس أن نعمل أشياء لأجل الرب بل أن يكون له حق التصـرف في كل ما يخصنا. إن أجسادنا هي أغلى ما نملك، وكل واحد حريص على أن يعتني بجسده ليبقى في أفضل صورة. وهكذا فإن الرب يُريدنا أن نُقدِّم له الأغلى. وإن قدَّمناه اليوم، ونجحنا في هذا الموقف أو ذاك، فعلينا أن نُقدِّمهُ في الغد، وفي كل يوم دون تحفظ، ودون أن نحتفظ لأنفسنا بأشياء لا نرغب في التضحية بها. وبالتأكيد إن عملية الذبح والتقديم ليست سهلة، والذي يساعدنا ويعطينا طاقة مُتجدِّدَة لكي نُقدِّم بسـرور هو: أولاً: أن نتذكَّر رأفات الله ومراحمه وإحساناته وما قدَّم هو أولاً لأجلنا. لقد أعطانا ابنه وحيده مبذولاً على الصليب. وأعطانا معه كل شيء؛ الميراث والملكوت وبيت الآب. وفي الزمان أعطانا حياة ورحمة وحفظت عنايته أرواحنا، وهو يملأ كل احتياجاتنا ويعمل دومًا لخيرنا. لذلك فهو يستحق أن نهدي له الحياة. ثانيًا: أن نسأل أنفسنا: هل الأفضل أن نحتفظ بأنفسنا لأنفسنا، أم أن نُقدِّمها له وهو الذي يستحقها؟ إن مَن يحب نفسه يهلكها، ومن يُبغض نفسه من أجل المسيح يحفظها إلى حياة أبدية، ولن يندَم مُطلقًا على ذلك. تمامًا مثل شعور العبد العبراني في نهاية الست سنوات التي خدم فيها سيده خدمة مُتفانية كعبد، لكنه لم يشعر بالندَم مُطلقًا أنه فعل ذلك. لذلك فقد اختار بكل سرور أن يكون عبدًا يخدم هذا السيد الذي أحبَهُ إلى الأبد. ولنتذكَّـر أن السيد لا يرضى إلا بذبيحة مقدسة. وعلينا ألا نُشاكل هذا العالم الفاسد الشـرير، بل أن نتغيَّر عن شكلنا بتجديد أذهاننا بواسطة الكلمة الإلهية التي تجعلنا مختلفين عن كل من حولنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|