لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ،
وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ [10].
الضربات موجهة للجميع، لكن بالنسبة للشرير تخترق أعماقه، وتحطم نفسه. أما بالنسبة للبار فما يحسبه العالم شرًا يصير بالنسبة له تجربة تزيده بهاءًا، وتزكية. لا تقدر التجربة أن تخترق خيمة نفسه ولا تبلغ إلى قلبه أو عقله أو إرادته المقدسة.
ليضرب العدو بكل قوته، فليس له سلطان على المؤمن بدون سماح الله مخلصه، وإن سمح إنما لتزكيته.
* بجلد يسوع نتحرر من الجلد. كما يقول الكتاب المقدس عن الإنسان البار: "لا تدنو ضربة (سوط) من خيمتك" (مز 91: 10).
* إن كان الرب نفسه قد جُلد وهوجم بضيقات وتجارب، فمن مِنَ الأبرار لم يُضرب بسياط الشيطان؟ لنضع في حسباننا المعنى: "لا تدنو ضربة من خيمتك". هذا معناه أن الشيطان يزأر في الخارج، ويحاول أن يثير آلامًا حسية، لكن خيمة النفس أو العقل التي هي خيمة الإيمان لن تخرب.
* أكتب متوسلًا إليك ألا تحسب مرضك الجسدي (إصابتك بالعمى) حلّ بك بسبب خطية. عندما فكر الرسل في المولود أعمى وسألوا ربنا ومخلصنا: "من أخطأ: هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى؟" قيل لهم: "لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يو 9: 3).
القديس جيروم
* لم تستطع خطية من ضربات الشيطان أن تقترب من جسد الرب. لذلك قاوم الرب التجارب من العدو ليرد النصرة للبشرية. لهذا جعل من الشيطان ألعوبة، حسبما أعلن داود أيضًا: "لوياثان هذا خلقته ليُلعب فيه" (مز 104: 26).
* مرة أخرى يقول: "يسحق المُتهم الباطل" (راجع مز 72: 4). وأيضًا: "كسرت رؤوس لوياثان على المياه" (مز 74: 13-14). وفي سفر أيوب يعلن الرب أن لوياثان هذا صار ألعوبة يُمسك به في هذه التجربة: "ستسحب لوياثان بصنارة سمك" (راجع أي 40: 24).
الأب خروماتيوس