رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ [1]. كثيرًا ما يعاني الإنسان - حتى الطفل - بالشعور بالغربة والعزلة، حتى صرخ المرتل: "أبي وأمي قد تركاني"، لكن المؤمن خائف الرب يشعر بالطمأنينة والحرية وهو في حضن الله. إنه يشعر بالدفء الأبوي الإلهي مع الشعور بالرعاية والطمأنينة. الكلمة العبرية المترجمة هنا "الساكن" تحمل مع السكنى نوعًا من الحماية. مسيحنا -رأس الكنيسة- في حضن الآب، هذا السرً لا تقدر أن تتعرف عليه خليقة سماوية أو أرضية، فإنه يقول "من عند الآب خرجت". وكأنه خرج ليحملنا فيه، ويدخل بنا إلى ستر العلي، نستقر أبديًا في الأحضان الإلهية. * هكذا تفكر النفس التي تحب الله: الله هو موضعها؛ ولا تعرف موضعًا آخر تسكن فيه، ولا تقطن في موضعٍ إلا في الله، كما هو مكتوب: "الرب مسكن لنا إلى جيل الأجيال". إذًا حيثما يوجد المسيحي الحقيقي، يسكن في الله، ويسكن الله فيه، ولا يتكل على الموطن ولا الموضع. لهذا لا يحتاج إلى التنقل من موضعٍ إلى موضعٍ مثيله. لأجل هذا أتوسل إلى محبتك أن تخدم إلهك بالمحبة الإلهية، كما أنت وحيثما وُجدت . القديس مار يعقوب السروجي * الذي سلَّم نفسه بجملته إلى عون إله السماء، ذاك يلبث مستورًا من كل ضرر. أيضًا يقول القديس أثناسيوس: إن عون العلي هو شرائع الله، لأنها ُأعطيت لنصرتنا مقابل الأعداء غير المنظورين، فالذي يستتر بسننها يسكن في هذا العون. الأب أنسيمُس الأورشليمي * ذاك الذي يسكن في يسوع... كما يقول الرسول (2 كو 5: 1)، يبني بيته بدون أيادٍ بشرية، هذا البيت الذي بناه الرب للقابلتين في مصر (خر 1: 21)، "يسكن في ستر إله السماء . القديس جيروم * عندما تعاني من متاعب العالم التي يصبها الشيطان على البشر علانية أو خفية كما في حالة أيوب، تشجع، وكن طويل الأناة، فإنك تسكن تحت حماية العلي، كما يعبر عن ذلك المزمور. فإنك إن تركت عون العلي دون نوال قوة لعونك، تسقط... لا تخف عندما تتمثل بالمسيح. لأنه عندما جُرب ربنا لم يكن إنسان (معه) في البرية. لقد جربه (إبليس) سريًا، وهُزم، كما هُزم عندما جربه علانية... من يقتدي بالمسيح هكذا فيحتمل كل متاعب هذا العالم برجائه في الله لا يسقط في شبكة، ولا تحطمه مخاوف مرعبة. إنه الساكن في ستر العلي، يقطن تحت حماية الله . القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|