إذ قد قادنا هكذا كل الطريق الأولى – طريق النعمة – وأنهى كل مخاوفنا إلى الأبد، نراه يمسك بيدنا مرة ثانية، ويقودنا في طريقٍ آخر هو طريق الحكمة أو المعرفة، حيث نتعلَّم ليس ما نحتاجه كخطاة، ولكن غنى نعمته العظيمة وأسرار مشوراته الأزلية من أولها لآخرها، ولا يترك يد ذلك الخاطئ الذي نال الخلاص إلى أن يُوقفه على صخرة عالية أخرى، ويملأ قلبه بنشوة فرح أخرى تجعل روحه تفيض غبطةً وسرورًا، ليس بسبب بركاته الغنية ومراحمه الواسعة، كما في آخر الطريق الأولى، ولكن مجرد الفهم والإدراك لطرق ومقاصد الله، ونور الإعلانات الإلهية التي كُشفت له.