لقد اخترقت الأخبار المُحزنة قلب الأب المسكين، شاعرًا بأنه شريك أساسي فيما حدث لأبشالوم، فخرجت منه تلك الصـرخة المُفزعة، والتي تُعتبَر أشد الصرخات مدعَـاةً للحزن والأسى في كل الكتاب المقدس: «يَا ابنِي أَبْشَالُوم، يَا ابنِي، يَا ابنِي! أَبشَالُوم! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُوم ابنِي، يَا ابنِي». هل كانت الصرخة بسبب الشعور بالندَم لأنه قصَّـر أبلغ التقصير في تربية أولاده؟ أم هو الشعور بالذنب القاسي ولذعة الضمير، إذ لم تكن القصة - من أولها إلى آخرها – إلا امتدادًا للأصبع القائل: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!» ( 2صم 12: 7 ). وها هو يرى القضاء الموَّقع عليه بفم ناثان النبي وقد اكتمل، وتأكَّد صدق الله. فإذا كان هناك من سبب لكل ما جرى، فإنه هو وليس غيره هذا السبب! وهو يصرخ مُتمنيًا لو كان هو – وليس ابنه أو أحد غيره من الناس – هو الضحية المُعاقَب.