لو قُدِّر ليد الخالق العظيم أن تتخلَّى عن دفة هذا العالم، وأن تنساق مصائر البشرية إلى بحر خضم هائج مُزبد بالتشويش والفوضى، لكان أنسب وقت لذلك هو عندما سيِقَ ذاك الذي هو كمال الجمال ليموت كما يموت أثيم. هل كان يمكن أن يخرج خير من مثل وَهدة الشر هذه؟ إن خلاص العالم قد جاء من ههنا.
وأنبَل ما حوى التاريخ قد جاء من ههنا. وفي هذا أبلغ الدروس وأسمَاها لأولاد الله أن لا يفشلوا ولا ييأسوا. قد يرنو على الأُفق سحاب أسود كثيف. وقد يتحطَّم كل شيء. وقد يبدو وأن الشرير قد تربع على عرش الله، ولكن مع كل ذلك فإن الله حي يتبوأ عرشه فوق ضجيج البحر الهائج، وقادر أن يُخرج الفجر من رحم الظلام.