فخاف الرجال إذ أُدخلوا إلى بيت يوسف، وقالوا..
نحن قد أُدخلنا ليهجم علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدًا ..
( تك 43: 18 )
لقد تكلم يوسف مع إخوته كلامًا طيبًا، وحنَّت أحشاؤه لأخيه الأصغر، وبكى في السر، ولكنه أخفى عواطف محبته لأن وقت إظهار المحبة لم يأتِ بعد. وهكذا أيضًا في حكمة كاملة يتعامل الرب مع المرأة السامرية عند البئر؛ فلم يعلن ذاته لها حتى وصل إلى ضميرها وأخرج كل ما فيه، وحينئذٍ اكتشفت أنها في حضرة ذاك الذي، مع أنه عرف كل تاريخها، إلا أنه أظهر لها كل نعمة. ولقد اتّبع يوسف مع إخوته نفس طريق النعمة هذا، فهو يتكلم معهم بكلمات النعمة ولكن أيضًا يضبط نفسه إلى حين.