رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي رفضوه وباعوه فقال بعضهم لبعضٍ: هوذا صاحب الأحلام قادمٌ. فالآن هلُم نقتُلهُ ( تك 37: 19 ) كانت ليعقوب مشاعر خاصة تجاه يوسف، لكنه أيضًا كان يحب كل بنيه. وقد كان على يوسف أن يكون الشاهد على محبة الآب لإخوته. وبناء على ذلك كانت رغبة يعقوب أن يترك يوسف بيته في وطاء حبرون ليذهب بعيدًا إلى شكيم، مبعوثًا منه لكي يسأل عن سلامة إخوته ويرد له الخبر. وكان يوسف مستعدًا للطاعة، بالرغم من إحساسه ببُغضة إخوته له. ولقد التقت رغبة يعقوب مع استجابة يوسف الفورية بالقول: «هأنذا». وهكذا نقرأ أن إسرائيل أرسل يوسف من وطاء حبرون، وأن يوسف أتى إلى شكيم ( تك 37: 12 - 16). وترمز هذه الرحلة إلى تلك الرحلة الأعظم بما لا يُقاس التي قام بها ابن الله، عندما أتى من بيت الآب، بيت المحبة والنور، وجاء إلى عالم الموت والظلام، وهو يعلم جيدًا بشر العالم وعداوته له، ومع ذلك فإنه لم يرتد إلى الوراء، بل تقدم حتى إلى الصليب، إذ نقرأ «فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه» ( يو 18: 4 ). وإذ كانت محبة الآب هي التي دفعته إلى أن يرسل ابنه، فإن محبة الابن هي التي دفعته إلى أن يتمم بسرور مشيئة الآب «هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 9 ). لقد جاء كالمُرسل من الآب ليُعلن محبة الآب. وتصوَّر لنا قصة يوسف المؤثرة، الطريقة التي استقبل بها العالم ذلك المُرسَل من الآب. فإخوته بطرقهم الشريرة، إذ لم تكن قلوبهم على أبيهم، لم يميزوا المُرسَل منه. كان يوسف بالنسبة لهم مجرد صاحب الأحلام التي تآمروا لإبطالها بقتله. هذا عين ما حدث مع المسيح إذ قالت عنه خاصته «هذا هو الوارث! هلموا نقتله ونأخذ ميراثه!» ( مت 21: 38 ). وما أكثر حماس الإنسان في التعبير عن بُغضته «فلما أبصروه من بعيد، قبلما اقترب إليهم، احتالوا له ليُميتوه» ( تك 37: 18 ). ولكن أفكار الله ليست كأفكارنا ولا طرقه كطرقنا. فعندما كان الأمر يتعلق بابن محبة الآب آتيًا ومقتربًا إلى الإنسان، كانت النتيجة رفض الإنسان له وهو ما زال بعيدًا، ولكن عندما يقترب الخاطئ إلى الآب، فإننا نقرأ «وإذ كان (الابن الضال) لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله»! ( لو 15: 20 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|