العبد يتلقى الأوامر والوصايا ويقوم بتنفيذها، أما الصديق فإنه يعرف أفكار صديقه ورغباته ويُسرّ بأن يُسرع في تنفيذها دون أمر. وهذا هو الأسلوب الأرقى في التعامل مع سَيِّدنا الذي قال: «لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ... لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ (أصدقاء)» (يوحنا١٥: ١٥).
إن الصديق يُحمل إليه الفكر بالكلام، وحفظ كلام الرب (كلمته) يقتضي البحث بعمق في الكلمة المكتوبة للكشف عن كنوزها، وأن نخبئها في القلب ونملأ بها ذهننا النقي. فنحن مُطالبون بدرس كلمة الله والتعمق فيها حتى نعيها كما ينبغي، وأن نطبق قلوبنا عليها ونقيس حياتنا اليومية بموجبها، ومثل هذا العمل والاجتهاد فيه برهان محبتنا للمسيح.