يرى القدِّيس إيريناؤس أن الوحيّ الإلهي طلب من دانيال أن يختم على النبوة، لأنه لا يستطيع أحد أن يدركها حتى يأتي السيَّد المسيح الذي هو غاية النبوات، فيدرك المؤمنون سرّها،
إذ يقول: [الكنز المخفي في الكتب المقدسة هو المسيح، حيث أُشير إليه خلال الرموز والأمثال. وحيث أن طبيعته البشرية لم يكن ممكنًا فهمها قبل تحقيق هذه الأمور المُتنبأ عنها، أي قبل مجيء المسيح، لذلك قيل لدانيال النبي: "اخفِ الكلام، واختم السفر إلى وقت النهاية، حتى يتعلَّم كثيرون وتكمل المعرفة. في ذلك الزمان عندما يتحقق التدبير فسيعرفون كل هذه الأمور" (راجع دا 12: 4، 7). فإن كل نبوة - قبل تحققها - تكون بالنسبة للبشر لغزًا وغموضًا. لكن عندما يحل الوقت وتتحقق النبوات تصير واضحة ويصبح تفسيرها أكيدًا].