رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرأي الثالث: يقول القديس جيروم إن ليوسابيوس رأي آخر لا يرفضه تمامًا، وهو تقييم الأسبوع الأخير من السنين بكونه يقابل سبعين عامًا باعتبار أن كل يوم يوازي عشرة سنوات من الزمن. ففي منتصف الأسبوع، أي حوالي سنه 35م قُدِمت ذبيحة المسيح، وبعدها بحوالي 35 عامًا (سنة 70م) قامت روما ضد اليهود وهدمت الهيكل على يد تيطس الروماني. رأي القدِّيس هيبولتيس الروماني: سبق لنا عرضه في تفسير الأصحاح. يرى أن الأسبوع الأخير يخص نهاية العالم حيث يظهر ضد المسيح كما يظهر إيليا النبي لإعلان معرفة الله. أخيرًا يأتي السيِّد المسيح ويقتل المضلَّ بنفخة فمه وتخرب مملكته. رأي أبوليناريوس: رأى أنه مع ميلاد السيِّد المسيح وعمله الخلاصي تمت السبعة أسابيع (49 عامًا)، فإذا أُضيفت إليها الـ62 أسبوعًا (434 عامًا)، أي في عام 482 م. يُعاد بناء الهيكل وأورشليم... حيث يظهر إيليا الذي يرد قلوب الآباء على الأبناء، حينئذ يأتي ضد المسيح كقول الرسول أنه يجلس في هيكل الله (2 تس 2) ويشن حربًا ضد القدِّيسين، ثم يُقتل بنفخة ربنا ومخلصنا. هذا يحدث في منتصف الأسبوع فيثبت عهد الله مع قدِّيسيه، بعد أن يصدر ضد المسيح مرسومًا يمنع فيه تقديم ذبائح، لأن سيُقيم رجسة الخراب، أي تمثالًا للوثن داخل الهيكل. ثم يتم الدمار النهائي ويُدان اليهود الذين يُفتنون بضد المسيح بعد أن رفضوا المسيح. يستشهد أبوليناريوس بمؤلف الـTempora وهو يوليوس أفريكانيوس الذي سبق لنا عرض تفسيره في شرح الأصحاح. إنه يؤكد أن الأسبوع الأخير يأتي في نهاية العالم، لكن أبوليناريوس يقول بأنه يستحيل فصل الفترات عن بعضها البعض، إنما هي ملتصقة وراء بعضها. رأي القدِّيس أكليمنضس السكندري: رأى أن الفترات متتابعة وأن السبعين أسبوعًا تمت وذلك من مُلك كورش ملك فارس حتى تولى فسبسيان الروماني وتيطس الحكم، فهي تضم عصر فارس واليونان وقياصرة روما. رأي العلامة أوريجينوس: مع تبنِّيه للتفسير الرمزي إلاَّ أننا نجده في هذه الرؤيا لا يميل إلى الرمزية بل كان ملتزمًا بالحقائق التاريخية. هكذا قدم لنا الملاحظة المختصرة التالية في المجلد العاشر من المتفرقات Stromata. [يجب أن نتحقق بدقة المدة ما بين السنة الأولى لداريوس بن أحشويرش ومجيء المسيح الثاني، ونكتشف كم تتضمن من عدد السنوات، وما هي الأحداث التي قيل أنها قد حدثت أثناءها؛ ثم نرى ما إذا كانت هذه التوقيتات تتفق مع وقت مجيء المسيح الثاني]. رأي العلامة ترتليان: قدم لنا القديس جيروم رأي العلامة ترتليان عن كتابه "ضد اليهود Contra Judaeos" في شيء من الاختصار. كيف نقول أن السيِّد المسيح قد جاء خلال ال 62 أسبوعًا؟ يبدأ حساب ذلك بالسنة الأولى لداريوس حيث يطابق هذا التوقيت إعلان الرؤيا لدانيال. لهذا قيل وفهمني وتكلم معي وقال يا دانيال إنيّ خرجت الآن لأعلمك الفهم، في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر" [22-23]. ملك داريوس 19 سنة، وملك أرتحشستا Artaxerxes 40 سنة، أما Ochus الملقب كورش فملك 24 سنة وأرغوس Argus عامًا واحدًا ثم داريوس الثاني المسمى Melas لمدة 21 عامًا. وملك الإسكندر المقدوني 12 عامًا. ملك سوتير Soter في الإسكندرية 35 عامًا، خليفة فلاديلفيوس لمدة 38، ثم تولى الحكم إفرجيتس Euergetes لمدة 25 عامًا ثم فيلوباتور لمدة 17 عامًا وتلاه إبيفانس لمدة 24 عامًا، وأيضًا ملك إفرجيتس الثاني لمدة 29 سنة وسوتير 38 سنه، وبطليموس لمدة 37 عامًا وكيلوباترة لمدة 20 عامًا وخمسة أشهر. وأيضًا شاركت كيلوباترة أوغسطس في الحكم لمدة 13 سنة. وملك أوغسطس بعد حكمه مع كيلوباترة لمدة 43 سنة أخرى، فكانت مجموع سنوات حكم أوغسطس 56 سنة. وقد عاش أوغسطس هذا بعد ميلاد السيِّد المسيح لمدة 15 سنة. جاء مجموع السنوات حتى ميلاد السيِّد المسيح (السنة 41 من حكم أوغسطس) فيها 13 سنة في شركة كيلوباترة و28 من حكمه وحده (وجاء ميلاد السيِّد في السنة 29 من حكمه)، هو 437 سنة وخمسة أشهر بمعنى أنه يكون قد انقضى 62.5 أسبوعًا، أي ما يوازي 437 سنة و6 أشهر عند ميلاد المسيح. حينئذ ظهر الصلاح الأبدي، ومُسح قدوس القدوسين وهو المسيح، وبطلت الرؤيا والنبوة، ومحا المسيح الخطية لكل من يؤمن به. لكن ماذا يعني أنه قد تثبتت الرؤيا والنبوة...؟ يقول العلامة ترتليان: قد خُتمت النبوة، محققًا كل النبوات التي جاءت قبلًا بخصوصه. ومن المؤكد أنه قد بطلت كل رؤيا ونبوة عن مجيء المسيح وآلامه، لأنها قد تحققت. يضيف ترتليان: لنبحث إذًا عن معنى السبعة أسابيع ونصف التي قُسمت بدورها إلى أجزاء من أسابيع سابقة، كيف تحققت خلال تلك الأجزاء؟ بعد موت أوغسطس الذي عاش بعد ميلاد السيِّد المسيح، انقضت 15 عامًا، وتلاه طيباريوس قيصر وملك لمدة 22 سنة و7 شهور و28 يومًا. في السنة 15 لملكه تألم المسيح في الـ33 سنة من عمره. ثم ملك غايس قيصر الملقب Caligula لمدة 3 سنوات و8 أشهر و13 يومًا. وملك نيرون لمدة 9 سنوات و9 أشهر و13 يومًا. وملك "غالبا" Galba لمدة 7 أشهر و28 يومًا. وملك Otho لمدة 3 أشهر وخمسة أيام؛ أما Vitellius فملك لمدة 8 أشهر و28 يومًا. هزم فسبسيان اليهود في السنة الأولى لملكه، فصار مجموع السنين 52 سنة و6 أشهر، لأنه ملك لمدة 11 سنة مجموع السنين 52 سنة و6 أشهر، لأنه ملك لمدة 11 سنة وبذلك في الوقت الذي اقتحم فيه أورشليم، فيكون اليهود قد أتمُّوا السبعين أسبوعًا كما جاء في نبوة دانيال. رأى اليهود: يقول القديس جيروم إن اليهود حسبوا الـ490 سنة تبدأ بالسنة الأولى لداريوس الذي ذبح بيلشاصر وحول الإمبراطورية الكلدانية إلى مادي وفارس، وتنتهي إلى عصر المسيح، فوجدوا فيها نبوة عن موته وعن اقتراب الجيش الروماني تحت قيادة فسبسيان وابنه تيطس. وإن النبوة قد تحققت بدمار أورشليم على أيدي الرومان، واعتبر اليهود أن الثلاث سنوات ونصف الأولى من الأسبوع الأخير تُشير إلى دمارها على أيدي فسبسيان وتيطس والثلاث سنوات ونصف الأخرى تُشير إلى حرب هادريان. هذا وقد ذكر مونتجمري James Montgomery الذي تَبَنَّى أراء النقاد في القرن العشرين أن كثير من علماء اليهود في العصور الوسطى اتبعوا الرأي التقليدي في اعتبار أن نقطة النهاية في النبوة هي دمار أورشليم بواسطة تيطس أو هادريان؛ مثل راشي وابن عزرا وغيرهما، وينقل أرتحشستا. وينقل عنShottgen أمثلة لتفاسير اليهود لهذه النبوة، كقول الحاخام Nachmanides بأن "قدوس القدوسين ليس سوى المسيا، المكرس من أبناء داود". ويقول الحاخام موسى هادرشان "البرّ الأبدي هو الملك المسيا". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|