فلا يلقي باللوم عليهم وحدهم، بل وعلى نفسه معهم.يُقدم لنا دانيال النبي مادة صلاته واعترافه، وهو يمزج بينهما، إذ يعترف في اتضاعٍ بعظمة الله المهوب ومراحمه كما يعترف بخطاياه هو وشعبه. يبدأ صلاته بالاعتراف بمجد الله وعنايته الفائقة بشعبه.
لقد عرف دانيال أن الله يُتمم مواعيده لحافظي وصاياه. هذا ويربط الكتاب المقدس بين العهد الإلهي والمراحم الإلهية، إذ أقام العهد معتمدًا على مراحمه. عبر كل العصور يشعر المؤمن أن الله أمين في مواعيده وصادق ورحوم، إنما يليق بالمؤمن أن يعد نفسه للتمتع بالمواعيد الإلهية والمراحم. وذلك بإعلان إيمانه وثقته في الله مع توبته عن خطاياه. يقول الرسول: "أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" (1 كو 1: 9)، "ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون" (1 كو 10: 13).