رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "أبعدت عني معارفي". في ألم الصليب هرب حتى رسلي مني؛ نأى الكل عني تمامًا، حتى بطرس نفسه قال: "لست أعرف هذا الرجل" (مر 14: 71). "تطلعوا إليّ كرجسة"، لقد صرخ اليهود حتمًا: "أصلبه، ليس لنا ملك إلا قيصر" (راجع يو 19: 15). "سُجنت ولم أهرب". لقد خانني اليهود، ومع هذا ففي رحمتي المملوءة حنوًا لم أتركهم، بل أحببتهم. سلموني إلى بيلاطس ولم أهرب منهم، بل صليت على الصليب: "يا أبتاه اغفر لهم، إنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34). لنعبِّر عن هذا بطريقة أخرى: "لقد سُجنت ولم أهرب". عندما طلبوا أن يلقوه من على قمة التل عبر في وسطهم في أمانٍ (لو 4: 29-30). هذا إذن ما يقوله: أليس في إمكاني الآن وأنا مسجون أن أهرب من شِباك البشر ومخاطر الموت بقوة لاهوتي؟ إذ جئت لكي أتألم، فإن هذه هي إرادتي الكاملة أن أتألم. إرادتي هي أن أُسجن، وبإرادتي لا أهرب. لنقدم تفسيرًا آخر. لقد سُجنت كإنسانٍ، ولم أفارق جلال لاهوتي. يوجد أيضًا تفسير آخر: لقد سُجنت بواسطة البشر، ولم أترك حضن الآب. وأيضًا: لقد سُجنت كإنسانٍ على الأرض، وبكوني الله لم انسحب عن السماء. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|