* إنني أفزع وأنا خائف، فأي رعب وأيّة شدّة تعاين النفس عند خروجها من الجسد، إذ يأتي ضدّها الجنود والقوات المضادّة وأرواح الشر والذين يتحكمون في ظلمة هذا العالم الخبيث، فيأخذون النفس، ويُظهِرون لها كل ما فعلت من الخطايا بمعرفةٍ أو بغير معرفةٍ أو بجهالة منذ شبابها، ويحاججونها على كل ما فعلت. فأيّة شدّة ورعب تلاقيهما النفس في تلك الساعة، حتى يُحكَم في قضيتها وتُعتَق. هذه هي ساعة شدّتها حتى ترى نهاية أمرها. ومن ناحية أخرى تقف القوات السماوية من الناحية المقابلة، وتُظهر أعمال النفس الصالحة. فتفكّر في خوف النفس ورعبها، وهي تقف بين الفريقين حتى يُحكم عليها في الدينونة من القاضي العادل. فإن كانت مستحقة للنعيم تأخذها الملائكة بكرامة وتحفظها من الأشرار، فتصير من ذلك اليوم بغير همٍّ كما هو مكتوب: "لأن جميع الساكنين فيكِ هم من الفرحين" (مز 87: 7 السبعينية). وحينئذ يتم المكتوب: "يهرب الحزن والتنهُّد" (إش 35: 10)، وحينئذ تفلت النفس من ضابطي الظلمة وتذهب إلى ذلك المجد المبهج الذي لا يُنطَق به.
أنبا ثيؤفيلس البطريرك