رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن قلبي حزين لأنّ حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي في صباح هذا الثلاثاء كانت لي في داخلي رؤية قداسة البابا يحتفل بالذبيحة. وبعد تلاوة الصلاة الرّبية تحدّث إلي يسوع عن الموضوع الذي أمرني أن اخبر قداسة البابا عنه. رغم أنني لم أتحدّث شخصيًّا إلى قداسة البابا فقد اهتم بهذه القضية شخص آخر [الأب سوبوتشكو] ولكن في تلك اللحظة ثبت لديّ بمعرفة داخليّة أن قداسة البابا أعار هذا الموضوع اهتمامًا خاصًّا وسيأخذ طريقه قريبًا وفقًا لرغبة المسيح. 369- قبل رياضة الثمانية أيام ذهبت إلى مرشدي الروحي وطلبتُ إليه أن يعيّن لي بعض الاماتات لوقت الرياضة، غير أنني لم أنال السماح بالقيام بكلّ ما طلبته، ولكن فقط بشيء قليل منه. حصلت على السماح بالتأمّل لمدة ساعة في آلام السيد المسيح وبعض أعمال التواضع. لمّا رجعنا إلى البيت توقّفت قليلًا في الكنيسة فسمعت هذا الصوت في نفسي: «هناك أكثر استحقاقًا في ساعة تأمّل بآلامي المحزنة من سنة جَلد كاملة يُسيل الدماء. إن التأمّل بجراحاتي المؤلمة يعطيك استحقاقًا كبيرًا ويفرحني كثيرًا. انتي اتعجّب كيف أنك لم تتخلّي تمامًا بعد عن تشبّثك ولكن سأفرح جدًّا بأن هذا التبدّل سيكتمل وقت الرياضة». 370- في اليوم ذاته، بينما كنتُ في الكنيسة أنتظر الاعتراف، رأيت نفس الشعاعان تنبثق من حقّ القربان وتنتشر في أرجاء الكنيسة. وبقى هذا المشهد طوال وقت الخدمة. وبعد زياح القربان [خفتت تلك الأشعة] من الجانبين ورجعت من جديد إلى حقّ القربان. كان مظهرها برّاقًا وشفافًا كالبلّور. طلبت إلى يسوع أن يتنازل ويلهب نار حبّه في كل النفوس الفاترة. إن القلب يجد الدفء بين هذه الأشعة، حتى ولو كان باردًا كالجليد ويتفتّت غبارًا حتى ولو كن قاسيًا كالصخر. + ي.م.ي. فيلينوس 4 شباط 1935. رياضة الثمانية أيام 371- يا يسوع ملك الرحمة، لقد حان الوقت أن اكون وحدي معك. لذا أضرع إليك، أن تهدم تمامًا، بكلّ الحبّ الدي يلهب قلبك، أنانيّتي في داخلي وأن تشعل، من جهة أخرى في قلبي، نار حبك الكلّي الطهارة. 372- عند المساء، بعد المحاضرة سمعتُ هذه الكلمات: «أنا معك، سأقوّيكِ في الطمأنينة والشجاعة حتى لا تضعف قواكِ في تنفيذ تصاميمي. على كل حال ستتخلّين تمامًا عن ارادتك في هذه الرياضة، وتتمّمين فيك عوضًا عنها، إرادتي الكاملة. إعلمي أن هذا الأمر سيكلّفك غاليًا لذا أكتبي هذه الكلمات على ورقة بيضاء: “من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي” وصلّبي على الصفحة. ثم أكتبي على الجهة الثانية من الورقة: “من اليوم فصاعدًا سأصنع إرادة الله في كل مكان وزمان وفي كل شيء” لا تخافي شيئًا فالحبّ يقوّيك ويسهّل على النفس أن تحبّ». 373- على النفس التي هي بحاجة إلى الحبّ أن يتحوّل اتّجاه حبها، لكن لا إلى طينٍ أو فراغ، بل نحو الله. كم أفرح عندما أفكّر بذلك لأنني أشعر بوضوح انه هو في قلبي، يسوع وحده. أحبّ الخلائق بقدر ما تساعدني على أن أتّحد بالله. أحبُّ كل الناس لأني أرى فيهم صورة الله. 374- +ي.م.ي. فيلنيوس 4 شباط 1935 من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي في كل زمان ومكان وفي كل شيء لحظة سجدت فيها لأصلّب على إرادتي، كما أمرني به الرّب، سمعت هذا الصوت في نفسي: «من اليوم فصاعدًا لا تخافي حكم الله لأنك سوف لا تحاكمين». ي.م.ي.فيلنيوس 4 شباط 1935 من اليوم فصاعدًا إرادة الله في كل زمان ومكان وفي كل شيء ي.م.ي. فيلنيوس 8 شباط 1935 375- تمارين داخلّية خاصة، أي فحص ضمير ونكران ذاتي وإرادتي. أ) نكران فكري، إخضاعه لفكر الذين يمثّلون الله على هذه الأرض. ب) نكران إرادتي، صنع إرادة الله الظاهرة في إرادة الذين يمثّلون الله لديّ والمتضمّنة في قانون رهبنتنا. ت) نكران رأيي، القبول فورًا بدون تفكير أو تحليل أو تعديل بالأوامر التي يصدرها ممثّلوا الله لديّ. ج) نكران لساني، لن أعطيه الحرّية البتّة إلا في حالة واحدة، سأعطيه كامل الحرية في إعلان مجد الله. كل مرّة أتناول القربان سأسأل يسوع أن يقوّي ويطهّر لساني حتى لا أهين به قريبي. لذا سأحترم جدّاً النظام الذي يتحدّث عن السكوت. 376- يا يسوع إنني على ثقة أن نعمتك ستساعدني لأحقّق هذه المقاصد. ورغم ان نذر الطاعة يشمل النقاط التي ذكرتها اعلاه، أريد أن أمارس هذه الأمور بشكل خاص لأنها هي جوهر الحياة الرهبانية. يا يسوع الرحوم، أتوسّل إليك بحرارة أن تنير ذهني لأتوصّل إلى أن أعرفك أكثر، أنت الكائن اللامتناهي وأن أعرف ذاتي أفضل أنا اللاشيء بالذات. 377- حول الاعتراف المقدّس. يجب ان نستخلص نوعين من الاعتراف المقدّس. أ) نأتي للاعتراف لنشفى. ب) ونأتي لنتثقّف، إن أنفسنا هي كولد صغير هو بحاجة متواصلة إلى التربية. يا يسوع خاصّتي، إنني افهم هذه الكلمات بكلّ أبعادها، وإنني اعرف، إنطلاقًا من خبرتي، ان النفس لا تستطيع أن تذهب بعيدًا بقوّتها الخاصّة. إنها ترهق ذاتها ولن تصنع شيئًا لمجد الله. ستضلّ باستمرار لأن ذهننا قد أظلم ولا يعرف كيف يميّز شؤونه الخاصة. سأعير انتباهًا خاصًا إلى أمرين، أوّلًا: سأختار، في اعترافي ما يواضعني أكثر، حتى ولو كان شيئًا تافهًا، إنما شيء يكلّفني غاليًا ولذا أعلنُ عنه. ثانيًا: سأمارس التوبة، ليس فقط وقت الاعتراف، بل طيلة فحص ضميري وسأبعث فيّ فعل توبة كاملة لا سيّما عندما أذهب إلى الرقاد. كلمة أخرى، على النفس التي ترغب في أن تسير قدمًا في الكمال أن تحفظ بدقة نصيحة المرشد الروحي، فالقداسة هي بقدر الطاعة. 378- كنتُ مرة أتحدّث مع مرشدي الروحي أخدتْني رؤية داخلية، -أسرع من البرق – لنفسه الغارقة في الألم، في نزاع شديد قلّما يلمس الله بناره، بعض النفوس. يأتي ذلك الألم من عمله. يأتي وقت يصبح فيه هذا العمل الذي يطلبه الله بالحاح، وكأنّه لم يُتْمَّم. حينئذٍ يتصرّف الله بقوّة عظيمة برهانًا لصدق مطالبه وتتلألأ الكنيسة بإشراق جديد رغم أن هذا الإشراق كان هاجعًا في داخلها منذ زمن طويل. لا أحد ينكر رحمة الله اللامتناهية فهو يريد أن يعرفها كل أحد قبل أن يأتي إلى الحكم. يريد أن تتوصّل النفوس إلى معرفته قبل كل شيء، كملك الرحمة. وعندما نحقّق هذا الانتصار، نكون قد دخلنا حياة جديدة لا ألم فيها. ولكن قبل ذلك تكون نفسك [أيها المرشد الروحي] قد تَخِمَت من مرارة رؤية تدمير جهودك. ويبدو الأمر كذلك لأن الله لا يُبدّل ما سبق وقرّره. والألم يكون حقيقيًّا رغم ان هذا التدمير هو مظهر خارجي فقط. متى يكون ذلك؟ لا أعلم. كم يدوم ذلك؟ لا أعلم. ولكن الله وعد بنعمة كبرى خاصّة بك ولجميع «الذين يعلنون عن رحمتي العظمى، سأحميهم أنا بذاتي في ساعة الممات، كما احمي مجدي. ولو كانت خطايا النفس حالكة كالليل، فالخاطئ، عندما يعود إلى رحمتي، يمجّدني أفضل تمجيد ويصبح فخر آلامي. عندنا تمجّد النفس جودتي، يرتجف إبليس أمامها ويهرب إلى أعماق الجحيم». 379- في وقت احدى العبادات وعدني يسوع قائلًا: «إنني سأتصرف، حسب رحمتي اللامتناهية، في ساعة الممات مع النفوس التي تلجأ إلى رحمتي، ومع الذين يمجّدون رحمتي العظيمة ويبشّرون بها الآخرين». قال يسوع: «إن قلبي حزين لأن حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي. ويشوب علاقتها (معي) نوعًا ما، عدم الثقة. اه! كم يجرح ذلك قلبي! تذكّري الامي وإن كنت لا تصدقين كلامي، فصدّقي، أقلّه، جروحاتي». 380- لا أتحرك ولا أسعى وراء ما يرضيني لأن النعمة تغمرني. أفكر دائمًا بما هو أكثر ارضاءً ليسوع. 381- لما كنتُ أتأمّل مرة في الطاعة، سمعتُ هذه الكلمات: «في هذا التأمل يتحدّث الكاهن إليك بالإخلاص، فاعلمي أنني أعيرهُ شفتاي». حاولتُ أن أستمع بكل انتباه، إلى كل شيء وأن أطبّقه في قلبي كما كنتُ أفعل في كل تأمل. ولمّا قال الكاهن أن الله يملأ بقوة النفس المطيعة… «نعم، عندما تطيعي انزع عنك ضعفك واستبدله بقوّتي. انني أتعجّب كيف أن النفوس لا تريد هذه المقايضة معي» قلت للرب: «يا يسوع أنِرْ قلبي وإلّا لن أفهم شيئًا أنا أيضًا من هذه الكلمات». 382- أعرف أنني لا أعيش لذاتي بل لعدد كبير من النفوس. أعرف أن النعم لم توهب لي وحدي بل للنفوس. يا يسوع، لقد أفرغت لجّة رحمتك في نفسي التي هي لجة التعاسة بالذات. أشكرك يا يسوع على نعمتك وعلى أجزاء الصليب التي تهبني اياها في كل لحظة من حياتي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|