رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي أغصانها سكنت طيور السماء، وطعم منها كُلِ البشر. كُنتُ أرى في رؤى رأسي على فراشي، وإذا بساهرٍ وقدوس نزل من السماء، فصرخ بشدة وقال هكذا: اقطعوا الشجرة، واقضبوا أغصانها، وانثروا أوراقها، وابذروا ثمرها، ليهرب الحيوان من تحتها، والطيور من أغصانها. ولكن اتركوا ساق أصلها في الأرض، وبقيد من حديد ونُحاس في عشب الحقل، وليبتل بندى السماء، وليكن نصيبهُ مع الحيوان في عشب الحقل. ليتغير قلبه عن الإنسانية وليُعطَ قلب حيوانٍ، ولتمضِ عليه سبعة أزمنةٍ [10-16]. إذ سقط نبوخذنصَّر في الكبرياء استحق التأديب، فأرسل الله ملاكًا دعاه بالساهر والقدوس النازل من السماء ليؤدب. يُدعى الملاك ساهرًا، لأنه روح بلا جسد، لا ينام ولا يحتاج إلى راحة، فهو دائم اليقظة ليل نهار. كما أنه يُدعى هكذا، لأنه يتحرك ليتمم إرادة الله لأجل بنيان شعبه، وكما يقول المرتل: "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20). يُدعى أيضًا بالقدوس لأنه لا يحمل ضعفًا بشريًا. أما نحن فنعاني من الضعف، ليس فقط بسبب ما نرتكبه من خطايا، وإنما بسبب الفساد الذي تسلل إلينا من أبوينا الأولين، الذي يصيب جسدنا كما قلبنا وذهننا. مهما بلغ الإنسان من تقديس، فإنه مادام لا يزال في الجسد، لا يُدعى "الساهر القديس"، لأنه خلال احتياج الطبيعة يلزمه أن ينام، وخلال الجهاد يتعرض للضعفات. بهذا يمكننا التمييز بين الملائكة والبشر، كما بين المؤمنين المجاهدين والمؤمنين الذين خلعوا الجسد وعبروا من العالم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|