يُمثل دانيال النبي صورة حيَّة للمؤمن الحقيقي، الذي يعمل في سن الشيخوخة بذات الروح التي كان يعمل بها وهو شاب. يعمل وهو رئيس عام لإدارة أعظم مملكة في ذلك الحين بذات الروح التي كان يعمل بها وهو خادم في القصر كمبتدئ.
لم يعتز دانيال باللقب البابلي الذي أعطاه إياه الملك والذي كان له كرامته في كل الدولة إنما استخدم اسمه العبراني في كل السفر علامة اعتزازه بعلاقته بشعبه المسبي.
اتسم بالذكاء المُفرط منذ صباه وقدراته الموهوبة، وقد أعطاه الله نعمة ليحتل مركزًا مرموقًا في القصر أثناء فترة السبي ليكون شاهدًا أمينًا لله في معقل الوثنية في ذلك الحين. لقد تشبه بيوسف الذي أقامه الله في بدء تاريخ الشعب كرجل ثانٍ في قصر فرعون ليشهد بأمانته لإلهه، بينما أُقيم دانيال في القصر البابلي في أواخر عهد هذا الشعب ليقوم بذات الدور.