"ولا تدخل باب شعبي يوم بليتهم" [13]. إنه اقتحام مؤلم ضد الله نفسه، إذ يدخل باب شعبه.
حقًا كما قال العلامة أوريجينوس: [إنه إذ يتألم الإنسان من أجل الرب، يكون الرب نفسه هو حامل الألم... فكل اقتحام لباب إنسان متألم إنما هو اقتحام ضد الرب نفسه. حينما تنسحق نفوسنا بالضيق لا يقف الرب مواسيًا، وإنما يحسب نفسه متألمًا فينا ومعنا. يسندنا لا من الخارج وإنما بإعلان سكناه في داخلنا حتى يحمل معنا الصليب ويدخل بنا إلى قوة قيامته.
5. "ولا تنظر أنت إلى مصيبته يوم بليته" [13]. هنا النظرة أقسى مما كانت في المرحلة الأولى، ففي الأولى كانت نظرة اشتياق وشهوة في شماتة قبل حدوث الآلام أي من بعيد، أما هنا فيرى الآلام والأحزان بعينيه فكان يجب أن يتأثر حتى ولو كانوا أعداء له...
6. "ولا تمد يدًا إلى قدرته يوم بليته" [13]، كان يجب أن يمد يده لمساندته، لكنه للأسف مد يده ليحطم إمكانيته للمقاومة، وهكذا تحول حقده من الشماتة إلى اقتحام ديره. إلى كلمات الشر ثم إلى العمل ضده.