17 - 05 - 2023, 02:02 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
* أقصد إن كان السَفرْ في ذاته مشقة، فإنه بالأكثر عندما يكون المسافر وحده، ليس من يشاركه رحلته؛ هذا هو الحال هنا. بمعنى آخر الشركة والتشجيع الأخوي ليس بالأمر الهين. لهذا يقول أيضًا بولس: "ولنلاحظ بعضنا بعضًا للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة" (عب 10: 24). لهذا السبب استحق القدامى أن يتجملوا (روحيًا)، ليس لأنهم مارسوا الفضيلة، وإنما لأنهم مارسوها بالرغم من غيابها مع ندرة من يفعلها في أي موضع. هذا، على أي الأحوال، ما يقصده الكتاب المقدس بقوله: "كان نوح رجلًا بارًا كاملًا في أجياله" (تك 6: 9).
على هذا الأساس نعجب من إبراهيم، ومن لوط، ومن موسى، إذ أشرقوا ككواكبٍ وسط ظلمةٍ دامسةٍ، كورودٍ وسط الأشواك، وكقطيع وسط ذئابٍ لا حصر لها، سالكين الطريق المضاد لكل واحدٍ آخر وبدون تردد. ها أنتم ترون كم يكون الأمر صعبًا في الصحبة عندما يأخذ واحد اتجاهًا مخالفًا لكثيرين، وعندما يسافر في اتجاه مضاد للجمهور، فإنه سيعاني من متاعب كثيرة. كما تجد السفينة صعوبة في الإبحار حينما تصدها الأمواج نحو الاتجاه المضاد، والأمر أكثر صعوبة في حالة الفضيلة .
القديس يوحنا ذهبي الفم
|