رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكر التواضع لا شيئاً بتحزب أو بعُجب، بل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم ( في 2: 3 ) يحذرنا الرسول أن نفعل شيئاً بروح التحزب أو العُجب. وهذان هما السببان الرئيسيان لفشل الوحدة بين شعب الرب. وليس معنى هذا أننا لا نبالي بالأخطاء التي تقوم بين شعب الله، ولكننا نُحذر من مواجهتها بروح غير مسيحية. ويا للأسف فغالباً ما تصبح المصاعب والمشاكل فرصة لإظهار أخطاء غير محكوم عليها إذ لم نأتِ بها إلى النور؛ مثل الحسد والخبث والأنانية الكامنة في القلب. هذه التي تقود إلى التحزب، والتي يقاوم بها أحدنا الآخر ونستخف بها بعضنا البعض، وكذلك العُجب الذي يسعى إلى تمجيد الذات. فكم نحتاج أن نحكم على قلوبنا. وللهروب من هذا الخطر كم نحتاج إلى التحريض "بتواضع (الفكر) حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم". ونستطيع أن نتمم هذا التحريض إذا تجاهلنا أنفسنا وخصالنا الحسنة لنتطلع إلى ما في الآخرين. وهذا النص لا يتكلم عن مواهب، بل عن خصال أدبية تميز كل القديسين. وفضلاً عن ذلك فإنها تفترض قديسين يعيشون في حالة أدبية صحيحة. فإذا استمر أخ في طريق الشر، فليس لي التحريض بأن أحسبه أفضل من نفسه إذا كنت سالكاً في وضع صحيح. ولكن بين القديسين الذين يعيشون في الوضع الصحيح، أي الحياة المسيحية المعتادة، فإنه من السهل لكل منا أن يقدّر الآخرين أكثر من أنفسهم إذا كنا في قُرب من الرب، لأنه في حضرته نكتشف شرور الجسد الخفية مهما كانت حياتنا في الخارج صحيحة أمام إخوتنا، ونرى الكثير من عيوبنا وفشلنا. وكم نحن فقراء عندما نقارن أنفسنا مع شخصه المبارك. وعندما نتطلع إلى اخوتنا فإننا لا نرى بعد عيوبهم الخفية، بل بالحري خصالهم الحسنة التي صارت لهم بفضل نعمة المسيح. وهذا بالتأكيد يحفظنا في التواضع ويجعل كل منا يقدِّر الآخر أكثر من نفسه، وعلينا أن نتحرر من روح العُجب التي تقودنا إلى النزاع والتي تكسر وحدة القديسين. ومن الواضح أن الوحدة الحقيقية بين شعب الرب لا تتحقق بالمساومة على الحق، بل بأن يكون كل واحد منا في حالة أدبية صحيحة أمام الرب وبفكر متواضع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|