رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واقف وراء حائطنا حبيبي ... هوذا واقف وراء حائطنا، يتطلع من الكوى، يوصوص من الشبابيك ( نش 2: 9 ) إن ذلك الحائط هو «حائطنا» نحن وليس حائطه هو، فما يبدو في حياتنا من فتور وتغافل أو انحراف وفقر روحي، هو بمثابة الحائط الذي يضعف تمتعنا بطلعته البهية الطاهرة، ولكنه ـ تبارك اسمه ـ «هوذا (هو) واقفٌ وراء حائطنا»، وعين الإيمان البسيطة والقلب المليء بالمحبة له، يستطيعان أن يريا مَنْ «لا يُرى». هل لنا الآذان المختونة لنسمع صوته «صوت حبيبي»؟ وهل لنا العيون المفتوحة لنراه واقفًا قريبًا منا وناظرًا إلينا؟ «هوذا وراء حائطنا، يتطلع ...» ليتنا نصغي إلى صوته الذي ينادينا «هأنذا واقفٌ على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» ( رؤ 3: 20 ). ويرى البعض أن «حائطنا» هنا إشارة إلى حالتنا الحاضرة، أعني وجودنا في هذه الأجساد الضعيفة، بالمقابلة مع ما سنكون عليه عند مجيء الرب إلينا وتغيير أجسادنا لنكون على صورة جسد مجده «فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز»، إننا نراه الآن بالإيمان فقط، كما من كوى وشبابيك، ولكن بعد قليل «نراه كما هو» لأننا سنراه «حينئذ وجهًا لوجه، الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت» ( 1كو 13: 12 ). على أنه من امتيازنا أننا وإن كنا لا نراه الآن (بالجسد) ولكننا نحبه. ذلك وإن كنا لا نراه الآن لكن نؤمن به فنبتهج بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 ). كذلك تُعتبر الأسفار المقدسة بمثابة الكوى والشبابيك، فما تتضمنه من مواعيد ورموز وذبائح وتقدمات ونبوات، هي الكوى الإلهية العديدة التي منها يمكن رؤية الحبيب، والتي بواسطتها يعلن هو ذاته لكل قلب متيقظ وعين مُكتحلة، وأنه من خلال تلك الكوى أمكن أن ترى عين إيمان أتقيائه ثياب المجد والجلال المُسربل بها كرئيس الكهنة العظيم، والصُدرة المرصعة بالجواهر الكريمة التي يحملها على صدره، والعمامة الطاهرة أو بالحري إكليل رئيس الكهنة الموضوع على جبينه الطاهر. من خلال تلك الكوى، أمكن أن تراه عين إيمان قديسيه ـ في أزمان مختلفة ـ كحَمَل الله المرفوع على صليب الجلجثة، أو كالملك الممسوح في أمجاد مُلكه العتيد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|