الحزّورة التي حزّرها القدّيس دومينيك سافيو شفيع الشباب للقدّيس دون بوسكو معلِّمه
بُعَيْدَ مماته، تراءى القدّيس دومينيك سافيو لمعلّمه القدّيس دون بوسكو، وكان هذا الأخير يقف مبهوتاً لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة، وكان يرتجف بكلّيته، فابتدأ دومينيك الكلام قائلاً لدون بوسكو: لا داعي لأن ترتجف، أجاب دون بوسكو: إنّي أرتجف لأني لا أعلم أين أنا موجود ؟!
- في مكان السعادة، أجابه دومينيك.
- هل هو المكان حيث يُكافأ الصالحون؟؟؟
- أجابه دومينيك:
لا، أنتَ لست في الفردوس لأنه لا تستطيع أيّ عينٍ بشرية أن تتحمّل بهاء نوره وما تشاهده الآن هو نورٌ طبيعيّ تُغذّيه قدرة الله الفائقة..
عندها قال له دون بوسكو: كيف تكون إذاً سعادتكم في الفردوس؟
أجابه دومينيك: يتوجّب عليكَ أن تختبرها لكي تعرفها، إنٌنا في الله!! وهذا كل ما أستطيع قوله.. بعد ذلك، جعل دومينيك القدّيس دون بوسكو يرى باقة الورد التي كان يحملها بين يديه، وقال له:
- أترى هذه الورود؟ إنها تُمثًّل الفضائل التي تحلو بالأكثر لله:
هذه زهرة " المحبة "..
وهذه بنفسجة " التواضع "..
وهذه دوّار الشمس " الطاعة "..
وهذه جنطياتية " التقشّف "..
وهذه زنبقة " الطهارة "..
وهذه خالدة " المثابرة "..
عند ذلك، سأله القديس دون بوسكو: - أيٌّ من بين هذه الفضائل التي أريتني إيّاها، كانت لكَ الأكثر تعزية عند ساعة مماتكَ ؟
- فقال له دومينيك: احْزَرْ !!!
وبعدأن عَجِز دون بوسكو عن معرفتها، كشف له الحقيقة وقال:
" إنها المساعَدة القديرة جدّاً للعذراء مريم والدة الإله.
قُلْ ذلك لأبنائكَ التلاميذ. علِّمْهم أن يُناجوها دائماً طالما هم على قيد الحياة "..
لها من الجمال بحيث نتمنى ان نموت لنراها ،،انها سيدة جميع الشعوب