إن سر تعاسة إسرائيل الحاضرة، لا يعود إلى شيء في الله ذاته، بل السبب هو آثامهم. وهناك شر مُعيَّن يُشير إشعياء النبي إليه، فعندما جاء الرب إليهم، رفضوه، وهذا هو أساس تعاستهم.
تُرى متى جاء الرب إليهم مباشرة؛ ليس بواسطة أنبياء، بل بنفسه، وكان ينتظر ترحيبهم؟ إنها مرة مُحدَّدة. فالرب لم يكن ينتظر منهم ترحيبًا عندما نزل على جبل سيناء ليُعطيهم الناموس، بل بالعكس أمرهم أن يبتعدوا بعيدًا. لكنه أتى في مرة أخرى، وفي صورة مختلفة «صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا ... مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا»، ومع ذلك لم يقبله أحد «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ». وإن رفضهم له هو سبب تعاستهم. إن أعظم خطية تُحسَب عليهم أنهم رفضوه، عندما جاء وديعًا، ليُخلِّص ما قد هلك. لقد جاء إليهم متواضعًا ليُحسن إليهم. جاء فقيرًا، مع أنه هو الذي يُلبِس السَّماوات ظلامًا، ويجعل المِسْحَ غطاءها ( إش 50: 3 ). لقد جاء ودعاهم إلى الملكوت الذي جاء ليُقيمه. لكن قلبهم تحوَّل عنه، ولم يستمعوا إلى صوته، ولم يستجيبوا إلى دعوته.