رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“الأم المختفية“ إذا ما بحثنا في الكتاب المقدس سنشعر باندهاش من اننا لا نجد الكثير يتكلم عن القديسة مريم، وبعد ظروف مولد المسيح وطفولته نسمع قليلا عنها. ما يلي هو ملخص بما جاء عن مريم العذراء في نصوص العهد الجديد: حسب إنجيل القديس متى: مريم في نسب يسوع 1:1 – 17 و مريم في خدمة الله 1: 18 – 25 والطفل يسوع وأمه 1:1 – 23 حسب إنجيل القديس مرقس: أقرباء يسوع يبحثون عنه 3: 31 – 35 ويسوع يعود إلى الناصرة 6: 1 – 6 حسب إنجيل القديس لوقا: دعوة مريم: 1: 26 – 38 ومريم في الناصرة 1: 26 – 27 الله ومريم 1: 28 – 29 وأم المسيح 1: 30 – 34 وخادمة الله 1: 35 – 38 ولقاء مريم وإليصابات: 1: 39 – 45 ومريم تُمجّد عظمَة الله: 1: 46 – 55 ومريم في بيت لحم 2: 1 – 20 ومريم مع طفلها في الهيكل 2: 21 – 40 مريم وابنها في عمر الثانية عشرة 2: 41 – 52 مريم والحياة العلنية ليسوع 8: 19 – 21؛ 11: 27- 28 حسب إنجيل القديس يوحنا: أم يسوع في قانا 2: 1 – 12 و أم يسوع تحت الصليب 19: 25 – 27 حسب الكتابات الأخرى في العهد الجديد: مريم في الكنيسة الناشئة أعمال 1: 14 و والدة إبن الله غلاطية 4: 4 ، ثم مريم، العلامة في السماء رؤ 12: 1 – 16 أيضا يذكر لنا الكتاب المقدس سبعة كلمات او جمل نطقت بها القديسة مريم العذراء أم يسوع، وكل من هذه الجمل والكلمات مملوءة بمعاني تعكس شخصيتها وحياتها الروحيـة ويمكن التأمل فيها بعمق: بتوليـة محفوظـة “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا”(لوقا34:1) خدمـة رائعة “هوذا أنا أمة الرب”(لوقا38:1) طاعـة إيمانيـة “ليكن لي كقولك”(لوقا38:1) تسبحة فرح ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي….” (لوقا46:1-55) مسؤوليـة حانية “يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين” (لوقا48:2) عطاء المحب “ليس لهم خمر”(يوحنا3:2) إيمان راسخ “مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2) بعد كل هذا لا نسمع اي شيئ عن القديسة مريم، ولكن هنا في ذلك الصمت نجد مرة أخرى بعض الدروس والتأملات أكثر مما تم ذكره من قبل. لقد قُدم لنا ان الأناجيل المقدسة قد كُتبت ليس لكشف شيئ عن قديس او رسول أو شخصية ما ولكن لكي تعطي مجدا لله العظيم. هناك آلاف النفوس المقدسة في الأزمنة التى تعامل فيها التاريخ الأنجيلي والذي لم نكن نعرف عنهم شيئ لأن حياتهم لا تقع مع نفس خط مخطط الله في تعاملاته مع الإنسان. في الكتاب المقدس لا نقرأ مثلا عن كل الناس الصالحين بل فقط قلة جاء ذكر لبعضهم والذي اسم الله قد تمجد بهم او فيهم. بلا شك هناك العديد من الأرامل في اسرائيل يخدمن الله بالصوم والصلاة مثل حنة بنت فنوئيل ولكن جاء ذكرها هي فقط في الأناجيل كنموذج لتمجيد الرب يسوع:” وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا.وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطَلِبَاتٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيم”(لوقا36:2-38) لا جديد لما نعرفه عن ايمان مثل ابراهيم وحماسة مثل داود وغيرهم من الذين امتلأت قلوب الآلاف منهم بايمان وحماسة اكثر منهما ولكن كما ذكر فان ما سطرته الكتب المقدسة لكي تظهر لنا عظمة الله وحفظه العجيب لقديسيه ونسمع نحن فقط عن القديسين الذين كانوا أداة في يد الرب القدير لتحقيق مشيئته او لتقديم او التبشير بمن هو الابن الوحيد قدوس القديسين. الرسول المفضّل عند يسوع كان القديس يوحنا والذي جاء عنه:” “فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟»” (يوحنا20:21)، ولكن كم من القليل ما نعرفه عن القديس يوحنا مقارنة مثلا بالقديس بولس الرسول ولماذا؟ وذلك لأن القديس بولس كان أكثر ترويجا وناشرا وداعيا للكلمة وللحق وكارزا للمسيح يسوع كما كتب عن نفسه شاهداً: “ بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ”(رومية1:1)، “ بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (غلاطية1:1). كما قال القديس بولس نفسه:” إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ”(2كورنثوس16:5)، وهكذا مخلصنا الصالح بطريقة مشابهة بعض الشيئ قد أخفى عنا معلومات عن نفسه وعن مشاعره المقدسة والمألوفة كمشاعره تجاه امه وصديقه يوحنا. من أجل هذا، كثير من الحقائق مثل “الرعود السبعة” التى جاء ذكرها تم اخفاء حقيقتها:” وَبَعْدَ مَا تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِهَا، كُنْتُ مُزْمِعًا أَنْ أَكْتُبَ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لِيَ: «اخْتِمْ عَلَى مَا تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ وَلاَ تَكْتُبْهُ».“(رؤيا4:10)، “مختومة” ومخفية عنا. على وجه الخصوص، انه من رحمة الله علينا ان يتم الكشف القليل عن القديسة مريم، انه رحمة بنا ولضعفنا لأنه لها قد قيل القليل وكما كتب بولس الرسول عن رئيس كهنتنا يسوع فقال: “ اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ”(عبرانيين11:5). القديسين الأخرين قد تأثروا وأحبوا المسيح واشتركوا في رسالته التبشيرية بمعونة الروح القدس، ولكن بالنسبة للقديسة مريم اتخذ يسوع ناسوته منها ولذا فهو متحد معها ولذا فلقد ارتفعت فوق كل الخلائق واصبحت في مكانة قريبة من الله في عرشه السماوي. هكذا بإتباع مثال الكتاب المقدس لدينا فهما أكثر عن القديسة مريم مع ابنها يسوع لا تنفصل عنه وعندما يذكر اسمها فهو تذكرة لنا جميعا لعظائم الله وقداسة هيكله الذي وقاها تبعات سقطة أبوينا ورفعها للسماء بالنفس والجسد. ان ما جاء عن القديسة مريم كاف لأن نعرف عنها انها كانت “أم يسوع”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|