رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمثلة وعناصر في الرأفة والرفق ومن أمثلة المحبة في ترفقها، محبة الراعي لغنمه. وفي ذلك يقول السيد الرب (أنا أرعى غنمي وأربضها.. وأطلب الضال، واسترد المطرود وأجبر الكسير، وأعصب الجريح) (خر34: 15، 16). (هكذا افتقد غنمي، وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها..) (خر12:34). وقال أيضًا (أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو11:10). (ولا يخطفها أحد من يدي) (يو28:10). وفي ذلك قال داود الراعي الصغير لشاول الملك (كان عبدك يرعي لأبيه غنمًا، فجاء أسد مع دب، وأخذ شاه من القطيع. فخرجت وراءه وقتلته، وأنقذتها من فمه. ولما قام علي، أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الأسد والدب جميعًا) (1صم17: 34-36). ومن أمثله محبة الراعي في تحننها، قول الكتاب عن السيد المسيح (ولما رأي الجميع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها) (مت36:9). (مر34:6). كذلك حنوه علي الخروف الضال، إذ خرج يبحث عنه حتى وجده، وحمله علي منكبيه فرحًا (لو15: 4،5). إنها المحبة التي تتعب، وتفرح بالتعب، رفقًا بالضالين. ومن أمثله المحبة التي تتراءف، المحبة الموجهة إلي التعابى، والحزانى، وصغيري النفوس. ومن أمثلتها محبة السامري الصالح الذي رأي في الطريق إنسانًا وقع بين أيدي اللصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت (فلما رآه تحنن) وتقدم فضمد جراحه (وأركبه علي دابته، وأتي به إلي فندق، وأعتني به) (لو10: 30،34). المهم أن كل عمل الخير هذا، سبقته عبارة (تحنن). إنها المحبة التي تشفق وتترفق بالتعابي. ولعل أبرز مثل لهذا الحب، هو قول السيد: (تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال؟، وأنا أريحكم) (مت27:11). ومن جهة الحزانى، نراه غي محبته وحنوه، يمسح كب دمعة من عيونهم (رو17:7) (رؤ4:21). ومن تحننه، إنه لما رأي أرملة نايين تبكي لموت وحيدها، قيل (فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي، ثم تقدم إلي النعش وأقام ابنها الميت، ودفعه إلي أمه) (لو7: 12-15). كذلك تحنن علي أسرة لعازر التي كانت تبكى بسبب موته، ولم يقل الإنجيل فقط أنة أقام لعازر من الموت، بل قبل أكثر من هذا تعبيرا عن حبه (بكى يسوع) (يو 11: 35). ومن أجل هذه المحبة المترفقة، قبل عنة أنه: عزاء من ليس له عزاء، ومعين من ليس له معين. ولهذا يقول الوحي لأورشليم (لا تبكي بكاء. يتراءف عليك،عند صوت صراخه.. حينما يسمع يستجيب لك) (أش19:30). وقول عنه الكتاب أنه (أو الرأفة ورب كل عزاء) (2كو3:1). ومن محبته وترفقه، اهتمامه بصغيري النفوس. نقول عنه في صلواتنا أنه (عزاء صغيري النفوس، ميناء الذين في العاصف). لقد عزي بطرس الرسول الذي بكي بكاء مرًا بعد أن أنكره ثلاث مرات (مت57:26). لذلك قابله بعد القيامة، وقال له (أرع غنمي، أرع خرافي) (يو15:21، 17) وذلك لئلا يظن بعد نكرانه أنه قد فقط رسوليته، أو أنه أنطبق عليه قول الرب (من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضًا ى قدام أبى الذي في السموات) (مت 33:10) - فعزاه. وكان أيضًا مترفقا بتوما في شكوكه0وسمح له أن يلمس جراحه ويؤمن (يو20: 26،28). وترفق أيضًا بالمجدلية، وأزال شكوكها وثبتها في الإيمان (يو20).. ولهذا كله يقول الرسول (شجعوا صغار النفوس. وأسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع) (1تس14:5). ولعل من ابرز الأمثله للمحبة المترفقة: الرفق بالخطاة. وفيها يقو ل الرسول (أذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد) (عب3:13). ما أعظم محبة الرب في ترفقه علي المرأة السامرية، وعدم أخجالها (يو4). وكذلك ترفقه علي المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل، وكيف أنقذها من الذين أدنوها وطلبوا الحكم برجمها. ذم قال لها في رفق (ولا أنا أدينك. أذهبي ولا تخطئي أيضًا) (يو11:18). وبنفس الرفق عامل المرأة الخاطئة التي سكبت الطيب علي قدميه في بيت سمعان الفريسي (يو 36:7،50). وأظهر للفريسي إنها أفضل منه.. كذلك ترفقه بالإبن الضال حينما رجع، ولم يبكته علي ذهابه إلي كورة بعيدة (لو15). ونفس الموفق مع زكا العشار (لو19). وباقي العشارين والخطاة. ونفس الرفق عامل أورشليم الخاطئة (خر16). قال لها (بسطت ذيلي عليك وسترت عورتك.. ودخلت معك في عهد.. ويقول السيد الرب - فصرت لي. فحممتك بالماء (أي المعمودية).. ومسحتك بالزيت (في سر الميرون).. وكسوتك بزًا (من جهة البر) وحيلتك بالحلي.. ووضعت تاج جمال علي رأسك.. فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليك) (خر16: 8-14). ومن المحبة المترفقة بالخطاة، إنذارهم قبل العقاب. انذار قدمه الرب قبل الطوفان (تك6). وإنذار قدمه لأهل سادوم علي يد لوط (تك19). وإنذارات يقدمها في سفر الرؤيا قبل المجيء الثاني (رؤ8). وإنذار أمر به في سفر حزقيال النبي. فقال له (اسمع الكلمة من فمي، وأنذرهم من قبلي) (حز17:3). (وتحذرهم من قبلي) (حز7:33).. وما أكثر إنذارات الرب وتحذيراته. لأنه في محبته، لا يريد أن يضرب الضربة علي حين غفلة.. وهوذا بولس الرسول يقول لشيوخ أفسس (اسهروا متذكرين أنني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد). (أع31:20). ومن المحبة المترفقة، فتح باب التوبة للخطاة. حتى اللص علي الصليب في آخر ساعات حياته، إذ قال له (اليوم تكون في الفردوس) (لو43:23). وأيضًا (اعطي الله الأمم التوبة للحياة) (أع18:11). وهكذا فتح باب الرجاء أمام كل واحد (لا يسر بموت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا) (حز23:18). وأعطانا خدمة المصالحة (2كو18:5). لكي في محبة وترفق بالخطاة، ندعوهم أن يصطلحوا مع الله. وفيض المحبة المترفقة: الترفق أيضًا بالفقراء، والجياع والمرضى. وهنا يقول الكتاب (وأما الصديق فيترءاف ويعطي) (مز21:37). ويقول أيضًا(طوبى للرجل الذي يترءاف ويقرض) (مز21:112). ويهمنا هنا كلمة (يتراءف). فلا يكفى أن يعطي الإنسان غيره، وإنما بمشاعر الحب (يتراءف). ومن الرأفة أن الرب منع أخذ الربا من أولئك المحتاجين. وأعتبر أن من يعطي المحتاجين، كأنه يعطي الرب نفسه، فقال. "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (مت40:25). إذن ينبغي أن يكون العطاء بحب، وفيه ترفق بمشاعر المحتاجين. وهنا ألوم الجمعيات التي تؤسس الملاجئ، وتخرج شعور اللاجئين بما تنشره عنهم من صور وإعلانات، لكي تجمع بذلك مالًا! اهتمام الرب بالجياع والعطاش والمحتاجين، واضح جدًا في وصيته للتلاميذ (أعطوهم أنت ليأكلوا) (مت16:4). نلاحظ أيضًا أن معجزات الشفاء التي قام بها الرب، لم تكن مجرد شفاء إنما امتزجت أيضًا بالحنان والرافة. ففي منح البصر للأعميين، يقول الكتاب (فتحنن يسوع ولمس أعينهما. فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه) (مت34:20). وفي شفاء الأبرص وتطهيره، قيل (فتحنن يسوع ومد يده ولمسه، وقال له أريد فاطهر) (مر41:1)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول الكتاب أيضًا (فلما خرج يسوع أبصر جمعًا كثيرًا، فتحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت14:14). إذن الحنان هو الدافع، والشفاء هو النتيجة. ما أكثر تحننه أيضًا علي العواقر. وما أجمل تلك التسبحة التي سجلها سفر اشعياء: (ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد. أشيدي بالترانيم.. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك) (اش54: 1،7).. وهنا نذكر تحننه حنة ومنحها صموئيل الذي صار نبيًا مسح الملك (1صم16:10). وتحننه علي أليصابات في شيخوختها، فمنحها يوحنا الذي صار أعظم ولدته النساء (مت11:11). وتحننه علي ليئة المكروهة، فجاء من نسلها المسيح. ومن أبرز أمثلة الترفق، أمر الرب ببناء) مدن الملجأ (التي يلجأ إليها القاتل الذي قتل نفسًا سهوًا) (عد11:35)، فيحتمي فيها لئلا يقتله ولي الدم، وقيل أن يفصل القضاء في أمره. وهكذا يقول المزمور (الرب يحكم للمظلومين). إن الله ضد قساوة القلب. فالقاتل الذي يقتل عن غضب وحقد وقسوة، لا تنطبق عليه قاعدة مدن الملجأ.. لقد قال يعقوب أبو الآباء في نصائحه لأولاده قبل موته (شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. وبمجمعهما لا تتحد كرامتي. لأنهما في غضبهما قتلًا إنسانًا، وفي رضاهم عرقبا ثورًا) (تك49: 5،6). من أجمل صور الحب والرفق، والترفق بالأعداء. أو بالذين سلكوا سلوك الأعداء، حتى لو كانوا اخوة. مثلما فعل يوسف بأخوته. إذ بكي لما عرفهم بنفسه (تك45: 1،2). وغفر لهم، وأكرمهم وأسكنهم في ارض جاسان التي كانت صالحة لمراعيهم. كذلك بكاء داود علي أبشالوم، عن حب، علي الرغم من كل تعدياته. وكذلك الرفق بالأحياء الذين سلكوا مسلكًا ضعيفًا. مثل نوم التلاميذ في بستان جثسيماني، بينما قال لهم السيد (أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة ؟!) ومع ذلك أوجد لهم عذرًا وقال لهم (أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف) (مت26: 41). ولم يوبخهم لما هربوا وقت القبض عليه، ولما خافوا واختبأوا في العلية.. من كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أجمل صور الحب والرفق، والترفق بالأعداء |
البابا شنودة الثالث الرأفة والرفق |
عليك بالصدق في مقالك والرفق في أفعالك |
صفات التأني والرفق |
يا صاحب الأناة والرفق |