منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 05 - 2023, 11:04 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

أيوب | النعامة
النعامة

جَنَاحُ النَّعَامَةِ يُرَفْرِف.
أَفَهُوَ مَنْكِبٌ رَؤُوفٌ أَمْ رِيشٌ؟ [13]
بالنسبة للنعامة فهي طائر كبير الحجم جدًا يدعوها البعض جمًلا بأجنحة. من يراها وهي ترفرف بأجنحتها الكبيرة يظن أنها قادرة على الطيران وبسرعة فائقة، لكنها مع ضخامة جناحيها وجمال ريشها تعجز عن الطيران.
*جناحا النعامة مثل جناحي "مالك الحزين" وجناحي الصقر، من يقدر أن يجهل كيف يفوق مالك الحزين heron والصقر بقية الطيور في سرعة طيرانه؟
للنعامة جناحان يشبهان أجنحتهما، لكن ليس لها سرعة طيرانهما. فإنها بالحقيقة لا تقدر أن ترتفع عن الأرض وتمارس طيرانًا حقيقيًا. هكذا كل المرائين الذين يتظاهرون بسلوك الصالحين ولهم ذات المظهر الصالح، ليس لهم سلوك صالح حقيقي. وكأن الله يقول: لك مظهر جناحيك، فتبدو كمن يقدر أن يرتفع، لكن ثقل سلوكك ينحدر بك إلى أسافل العمق.
جسما الصقر ومالك الحزين صغيران، لكن يسندهما أجنحة كثيفة. لهذا يطيران بسرعة لأن ما يثقلهما قليل وما يسندهما للطيران كثير... شخصية الإنسان المختار يُشار إليها حسنًا بمالك الحزين والصقر. مادام المختارون يعيشون في هذه الحياة لن يمكنهم أن يكونوا غير مصابين بخطيةٍ ما، مهما بدت صغيرة. لكن مادامت قليلة فيهم هذه التي تثقل إلى أسفل يكون لهم فيض من فضيلة العمل الصالح الذي يرفعهم إلى الأعالي.
البابا غريغوريوس (الكبير)


لأَنَّهَا تَتْرُكُ بَيْضَهَا،
وَتُحْمِيهِ فِي التُّرَابِ [14].
وَتَنْسَى أَنَّ الرِّجْلَ تَضْغُطُهُ
مع ما للنعامة من ريش جميل فتتبختر كالطاؤوس في كبرياء، لكنها تسلك في غباوة بدون حكمة. إذ لا يقترن جمالها ولا ضخامة حجمها بالحكمة. فهي لا تبالي بصغارها، إذ تعرض بيضها للخطر. إنها لا تتوارى في مكان منعزل لتصنع لنفسها عشًا كالعصفور والسنونة (مز 84: 3)، ولا ترقد على البيض حتى يفقس. تترك بيضها على الأرض في أي مكان، يمكن أن يفقس بفعل دفء الشمس والرمل، ولا تهتم أن تقوم هي بتدفئته.
إنها صورة مؤلمة لبعض المؤمنين الذين لا يبالون بخلاص أولادهم سواء حسب الجسد أو الذين ولدوهم في الإنجيل، بل يتركونهم كما في تراب هذا العالم، لكن نعمة الله كثيرًا ما تطلبهم وتسندهم بدفء شمس البرّ، حتى يتمتعوا بالحياة المقامة.
*ترك البيض في الأرض هو عدم الاهتمام بتربية الأبناء الذين ولدوهم بالاهتداء، برفعهم عن العمل الأرضي بتقديم النصائح. ترك البيض في الأرض هو عدم مساندتهم بتقديم مثال للحياة السماوية للأبناء.
ماذا يقصد بالتراب سوى الخاطي...؟ ماذا يشير إليه التراب إلا عدم ثبات الأشرار؟ لهذا فإن الرب يدفئ البيض الذي يُترك في التراب، إذ يُشعل نار حبه للنفوس الصغيرة المحرومة من الرعاية الجادة للكارزين، حتى حينما تقطن بين الخطاة.
البابا غريغوريوس (الكبير)


أَوْ حَيَوَانَ الْبَرِّ يَدُوسُهُ! [15]
في غباوة تترك النعامة بيضها في التراب، دون اعتبار أن تطأه رجل إنسان أو يحطمه حيوان. وإن كان الله في حبه يبعث حرارة الشمس لتدفئته حتى يفقس.
يرى البابا غريغوريوس بتفسيره الرمزي أن بعض المبشرين بعد أن يقدموا لله أبناء خلال كرازتهم، يتركون الذين قبلوا الإيمان كما في التراب، وسط الأشرار، ولا يبالون بما يتعرضون له من وطأة الأقدام عليهم حيث يحاول الأشرار تثبيط هممهم، كما يتعرضون لوحشٍ مفترسٍ يحطمهم، أي لتجارب إبليس الشرير.


تَقْسُو عَلَى أَوْلاَدِهَا كَأَنَّهَا لَيْسَتْ لَهَا.
بَاطِلٌ تَعَبُهَا بِلاَ أَسَفٍ [16].
لا نعجب إن كانت النعامة تقسو على صغارها كأنها ليست لها، فيصير كل تعبها بلا ثمر، على خلاف غالبية الطيور والحيوانات التي تعرض نفسها للخطر حتى الموت من أجل صغارها. لكن ما نعجب له أن الإنسان العاقل يتجاهل أبناءه حسب الجسد أو الروح، وكأنهم ليسوا له، وتصير حياته كلها بلا طعم.
* ذاك الذي لا يتمتع بنعمة الحب يتطلع إلى قريبه كأنه غريب، حتى وإن كان قد ولده لله.
يا لأحشاء الحنو التي حملها بولس عندما كان يركض من أجل أبنائه بدفء الحب العظيم هكذا:" (الله) شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم، متضرعًا دائمًا في صلواتي عسى الآن أن يتيسر لي مرة بمشيئة الله أن آتي إليكم، لأني مشتاق أن أراكم" (رو 1: 9-11)... فإنه لم يكن مثل النعامة، ينسى أولاده، إنما كان يخاف جدًا على تلاميذه إذ يعانون من اضطهادات أثناء كرازتهم يستخفون بالإيمان... لقد حسب جراحات جسده فيه كلا شيء خشية إصابة قلوب أبنائه بجراحات.
البابا غريغوريوس (الكبير)


لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْسَاهَا الْحِكْمَةَ،
وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا فَهْمًا [17].
لقد سمح الله ألا تتمتع النعامة الضخمة الجميلة بالحكمة، بينما تتمتع بها النملة الصغيرة التي نستخف بها. لقد أراد لنا أن نتعلم من كليهما أن نطلب الحكمة ونعتز بها ونمارسها.
إذ تمثل النعامة الشخص المرائي الذي له المظهر الجميل الصالح دون القلب المقدس لم تتأهل لنوال الحكمة.
فالله في حبه يود أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، مقدمًا الحكمة لكل من يطلبها بإخلاص واشتياق. فإن لم نبالِ بها تُنزع عنا حتى الحكمة الطبيعية.


عِنْدَمَا تُحْوِذُ نَفْسَهَا إِلَى الْعَلاَءِ،
تَضْحَكُ عَلَى الْفَرَسِ وَعَلَى رَاكِبِهِ [18].
بالرغم من استخفاف النعامة بصغارها، لكن إذ يحدق بها خطر ما ترفع جناحيها وتنطلق بسرعة فائقة، حتى تسخر بالفرس وراكبه.
* ليكن الله هو رجاؤكم، قدرتكم على الاحتمال، قوتكم. ليكن كفارتكم، تسبيحكم، غايتكم وموضع راحتكم، وعونكم في جهادكم...
الجبار هو الإنسان المتغطرس الذي يرفع نفسه (متشامخًا) على الله، كما لو كان شيئًا في ذاته وما يخصه. مثل هذا الإنسان لا ينجو بقوته الذاتية.
الآن، لديه فرس رشيق وقوي، سليم وسريع الخطى، إذا ما حدث هجوم أما يستطيع أن ينجي راكبه من الخطر الملحق به؟ ليسمع: "خلاص الفرس كاذب"... يلزم ألا يعدك الفرس بالنجاة...
يمكننا أن نأخذ الفرس رمزًا لأية ممتلكات في هذا العالم، أو لأي نوع من الكرامة نتكل عليها في كبرياء، حاسبين خطًأ أنكم كلما ارتفعتم يزداد أمانكم وعلوكم. ألا تدركون بأي عنف سوف تُلقَون، كلما ارتقيتم إلى أعلى يكون سقوطكم بأكثر ثقلٍ... فكيف إذن يتحقق الأمان؟ إنه لا يتحقق بالقوة ولا بالسلطة ولا بالكرامة ولا بالمجد ولا بالفرس.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شكل النعامة
النعامة
النعامة
النعامة
النعامة


الساعة الآن 11:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024