* يليق بنا أن نلاحظ أنه قيل عن صوت الله إنه يُسمع لا في فرحٍ، بل في رعدةٍ. بالتأكيد كل خاطي يفكر فقط في الأمور الأرضية، ويحمل قلبًا غارقًا في أفكار سفلية، متى تلامس فجأة بوحي النعمة الإلهية يدرك فوق كل شيء أن كل أفعاله يعاقبها الديان الأبدي. لذلك فإن صوت الرب في البداية يكون في رعدة، ليتحول بعد ذلك إلى العذوبة...
إذن يمكننا أن نفهم من رعد صوته قوة الخوف، ومن صوت فمه عذوبة التعزية. فإن الذين يملأهم الروح القدس يحذرهم من أفعالهم الأرضية، وبعد ذلك يعزيهم بالرجاء في السماويات، وذلك لكي ما يفرحوا مؤخرًا بالأكثر في يقين المكافأة بقدر ما كانوا في خوفٍ حين كانوا يتطلعون إلى العقوبات وحدها. يقول بولس: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا الآب" (رو 8: 15)... ها أنتم ترون رعدة الاهتداء قد تحولت إلى قوة، يعاقبون خطاياهم بالندامة، ويصعدون حتى إلى ممارسة الحكم، ليقبلوا هذه القوة من الله، هذه التي كانوا يرتعبون منها عند يديه.