اذا كان السيد المسيح هو الله
فكيف نوفق بين وجوده علي الأرض ووجوده المفترض في السماء بأعتباره الله حسب قولك؟
هل كان في السماء وعلي الأرض في وقت واحد ؟
السيد المسيح كائن بلاهوته منذ الأزل،
أي أنه يملأ بوجوده السماوات والأرض قبل أن يتجسد وقبل أن يصير له كيان منظور محسوس.
وعندما تجسد كان ولم يزل يملأ السماوات والأرض من وجوده،
وكانبلاهوته يملأ كل مكان،
أي أنه عندما كان بكيانه المحسوس علي الأرض كان ولم يزل بلاهوته يملأ السماوات...
وبعبارة أخري كان في الأرض، ومع ذلك كان جالساً علي العرش في السماء يدير حركة الكون ويدير شؤن الأحياء في كل الوجود .
وعن هذه الحقيقة الإلهية يقول الرب يسوع نفسه
(مامن أحد صعد إلي السماء، إلا ذلك الذي نزل من السماء، أبن الإنسان الذي هو في السماء)
(يو 3 : 31)
والمعني من ذلك أن السماء العليا، أو سماء السماوات، حيث العرش الإلهي، لم يصعد إليها بعد أحد من الناس، إنما المسيح، مع أنه في صورة الإنسان، هو الوحيد الذي يملك أن يصعد إليها، لأنه نزل منها، وهو كائن فيها علي الرغم من أنه في نفس الوقت قائم علي الأرض بكيانه المحسوس
ومثل المسيح في كيانه المحسوس علي الأرض مثل المصباح المتوهج بالنور،
فعلي الرغم من أن له جسماً، لكن النور ينفذ من خلال الجسم الزجاجي وينتشر في المحيط الخارجي في جميع الجهات، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً
ولا ننسي أن نذكر في هذا الصدد قصة العليقة التي رآها موسي النبي التي تشتعل بالنار،
وصوت الله يكلمه منها قائلاً :
(أخلع نعلك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة... إنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله أسحق وإله يعقوب)
(خر3 : 5 ـ 6)
فهل أخلي الله السماء من وجوده عندما كلم موسي في العليقة؟
كلا،
فإن ظهور الله وتجليه بصورة محسوسة منظورة في مكان ما لا يبطل وجوده في السماء في نفس الوقت،
مثله مثل النور في المصباح، لايحده المكان ولا يحجبه،
هكذا السيد المسيح له المجد،
كان بتجسده كائناً علي الأرض،
وهو بلاهوته كائن في السماء
في الوقت الذي كان علي الأرض وفي كل مكان
كتاب المسيح هو الله
القس مرقص عزيز خليل