رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عِنْدَ غَضَبِهِ لَعَلَّهُ يَقُودُكَ بِصَفْقَة. فَكَثْرَةُ الْفِدْيَةِ لاَ تَفُكُّكَ [18]. يحذر أليهو أيوب من سلوكه مثل المتذمرين، فيسحبه الله بضربة من عنده، ولا يمكن لفديةٍ ما مهما كان قدرها أن تخلصه، وإن كان أيوب قد صار معدمًا، ليس لديه فدية يقدمها. فالمتذمر لا تفديه ثروته ولا إخوته، وكما يقول المرتل: "الذين يتكلون على ثروتهم، وبكثرة غناهم يفتخرون، الأخ لن يفدي الإنسان فداء، ولا يعطي الله كفارة عنه" (مز 49: 6-7). الإنسان العنيد الدائم الشكوى والمتذمر يحفظ لنفسه الغضب الإلهي المرعب، ليس ما يفديه ولا من يفديه. تُنزع حياته ويلقى بنفسه في جهنم. "فاحترزوا من التذمر الذي لا خير فيه، وكفوا ألسنتكم عن الثلب، فإن المنطوق به في الخفية لا يذهب سدى، والفم الكاذب يقتل النفس" (الحكمة 1: 11) "العبد الحكيم يخدمه الأحرار، والرجل العاقل لا يتذمر" (سيراخ 10: 28) "ولا تتذمروا كما تذمر أيضًا أناس منهم فأهلكهم المهلك" (1 كو 10: 10) * الإنسان الذي له تظلُّم (أو تذمُّر) يثور في قلبه هو بعيد عن رحمة الله. الأب إشعياء * إذا كان الغذاء ينقصك فصلِّ أولًا واطلب من الله، ثم اُخرج من قلايتك ولا تضع رجاءك في مَنْ تذهب إليه مفكرًا هكذا: إنّ إنسانًا سيعطيني، بل قُل: ”إنّ الله هو الذي سيسدّ حاجتي". إذا ذهبتَ عند أحدٍ وطلبتَ شيئًا ولم يعطِك فلا تتذمر، بل افهم أنّ الله لم يوصِِه أن ينال بركتك. القديس أرسانيوس * الإنسان الذي عرف ضعفه وعجزه قد وصل إلى حدّ التواضع. الموجِّه لإنعامات الله على الإنسان هو الشكر المتحرك في القلب على الدوام. والموجِّه للتجارب على النفس هو التذمُّر. إنّ الله يحمل كل ضعف الإنسان، ولا يحتمل الإنسان الذي يتذمر دائمًا دون أن يؤدّبه. الفم الذي يشكر دائمًا يقبل البركة من الله، والقلب الذي يلازم الحمد والشكر تحلّ فيه النعمة. * الذي يماحك قبالة التأديب يبعد عنه المراحم الأبوية. الذي يتذمر مقابل التجارب تتضاعف عليه. الذي لا يتأدب ههنا وينسحق بالتجارب يتعذب هناك بلا رحمة. القديس مار إسحق السرياني * قال شيخ عن لعازر المسكين: "إننا لم نرَ أنه عمل أيّة فضيلة غير أنه لم يتذمّر قط على ذلك الغني الذي لم يرحمه، وكان شاكرًا لله على ما كان فيه، ولذلك فقط رحمه الله". بستان الرهبان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|