رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً تقول كلمة الله: «فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ» (أمثال٤: ٢٣)، والقلب الملوث بالخطية يُنشئ كل رديء كما قال الرب في مرقس٧: ٢١ «لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ»، مشيرًا لخطورة أفكار القلب. من أجل هذا كانت صلاة كاتب المزامير: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي» (مزمور١٩: ١٤). كان قلب هامان بن همداثا يبغض شعب الله فاحتال ليهلكهم. اتضح شر قلبه من الكلمات التي بثها بخبث في أذني الملك «مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ، فَلاَ يَلِيقُ بِالْمَلِكِ تَرْكُهُمْ» (أَسْتِيرُ٣: ٨). ثم تفكّر بالشر هو وأسرته للتخلص من مردخاى «فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: ”فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا“. فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ» (أَسْتِيرُ٥: ١٤). لكن نرى يده الحافظة وتدبيره المُحكَم في رد شر هامان على رأسه وصلبه على الخشبة التي أعدها لمردخاي التقي، ونجا الرب شعبه باقتدار وأكرم شاهده الأمين مردخاي كأفضل ما يكون الإكرام. يبقى أن نعرف ونعي أن الرب إلهنا قدوس لا يُسر بأفكار القلب الشرير ويتدخل في الوقت المناسب لعقاب الأشرار إذا لم يتوبوا وينقذ أولاده من المؤامرات الظاهرة والخفية. ليحفظنا الرب من الأفكار الرديئة والقلب المنحرف ولا شيء يصوننا من هذا إلا الصلاة وفحص القلب ودوافعه في محضر نور كلمة الله (يوحنا١٥: ٣). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|