رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* بحق يمكننا أن ندعو الأشرار "ظالمين"، ليس فقط الذين يفسدون خيراتنا الخارجية، بل والذين يسعون بعاداتهم الشريرة ومثال حياتهم الفاسدة أن يبددوا كنوزنا الداخلية. فإنهم لا يهاجمون الأمور المحيطة بنا، لكنهم يطلبون أن يفترسونا من الداخل. من يهاجم فضائلنا بسلوكه الشرير هو ظالم خطير أكثر من الذي يسيء إلى خيراتنا بالظلم العنيف ضدنا. فإنه وإن كان لا يأخذ شيئًا من موأردنا، لكنه يصنع أمامنا أمثلة للدمار. إنه يمارس ظلمًا أثقل حيث يثير قلوبنا الهادئة بالتجربة. حتى وإن كان لا يُلزمنا بمحاربة سلوكه الشرير، إلا أنه يضغط علينا بإثارة التجربة، فنعاني من ظلمٍ شديدٍ من حياته، حيث نعاني في الداخل بأمورٍ نتغلب عليها بصعوبة. ولما كانت حياة الشرير المرتبطة بالعالم تؤذينا، حسنًا قيل: "بكثرة الظالمين يصرخون" [9]... "يولولون من قدرة ذراع الطغاة" [9]... فإن من يرغب في أن يرهبنا لكي يدفعنا إلى الخطية، يهيج علينا بذراع طاغية. الحث على الرذيلة خلال سلوك (إنسانٍ شريرٍ) شيء، والإلزام بها بالرعب شيء آخر. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|