رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" في ذلك اليوم العظيم يخيل إليَّ أن الجماهير أخذت تتقاطر من كل صوب خارج المحلة، لتلتف حول ذلك الحمل الوديع.. ثم أخذت تتسلق ربوة الجلجثة وهي زاحفة على ركبها بعيون دامعة وقلوب ممزقة.. وكأني بالأجراس كانت تدق بعنف في نغم حزين، فتشيع جوًا من الرهبة والجلال.." (39) ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويرفعوا.. أرسل رؤساء الكهنة رسولًا إلى بيلاطس البنطي ليأمر بكسر سيقان المصلوبين حتى لا تظل الأجساد معلَّقة على الصلبان في أيام الأعياد، وأسرع الرسول الخطى، ووافقه بيلاطس، فقد كان هذا الأمر قانونيًا يتمشى مع القانون الروماني كنوع من أنواع موت الرحمة، ومثله الطعن بالحربة. وتقدم أحد الجنود الرومان، وفي يده بالطة مسنونة، وضرب ساقي ديماس، فأطلق صرخته المدوية، وصار معلقًا من يديه فقط، بينما انفجر الدم من ساقيه بغزارة، وبهذا تأكد الواقفون أنه خلال ساعة على أكثر تقدير سيتوقف هذا القلب عن النبض بالحياة. وجاء الرجل إلى يسوع فوجده قد مات فتغاضى عن كسر ساقيه، وتقدم إلى أماخوس ففعل معه كما فعل مع ديماس، ولكن أماخوس لم يكف عن الثرثرة، وكأنه يفضل هذه الحياة تحت وطأة هذا العذاب عن الموت. وقال يوحنا: حقًا الآن تمت نبؤة داود النبي التي نطق بها من ألف عام " يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر" (مز 34: 20). وتقدم أحد الجنود ليتأكد أيضًا من موت يسوع، فأشهر حربته وتراجع للخلف وطعن جسد يسوع طعنة نجلاء تجاه القلب، وهو الخبير بالطعنات فطعنة منه تقتل حتمًا أي إنسان حي، واخترقت الحربة ضلوع يسوع ومزقت الغشاء البلوري وإحدى الرئتين، ففاض من جنبه دم وماء.. فتعجب الواقفون، وتذكر نيقوديموس نبؤات زكريا النبي " فينظرون إلى الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" (زك 12: 10).. " ويكون في ذلك اليوم إنه لا يكون نور.. ويكون في ذلك اليوم أن مياهًا حيَّة تخرج من أورشليم نصفها إلى البحر الشرقي ونصفُها إلى البحر الغربي. في الصيف وفي الخريف تكون" (زك 14: 6، 8). وقال يوسف الرامي: حقًا الآن تمت النبؤات " ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذ بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق.. لأن مياهه خارجة من القدس" (حز 47: 1، 12).. " ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيرًا والتلال تفيض لبنًا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماءًا ومن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقي وادي السنط" (يؤ 3: 18) والسنط رمز للخطاة. " طعن السيد المسيح بالحربة حتى قلبه إنما كان ذلك أشبه بنافذة تطل من خلالها النفس على أحشاء المسيح الداخلية أو قلبه، لترى فيض حبه الإلهي، أو لهيب الحب الفائق نحو البشرية. إنه النافذة المفتوحة التي من خلالها يمكن للمؤمن أن يلتقي بالله، ويرسل إليه مشاعر حبه. إنها نافذة القلب التي لا تُغلق قط أمام أي تائب. سمح الله للجندي أن يضرب قلب السيد المسيح بالحربة لكي نرى في القلب الصخرة المضروبة لأجلنا (1 كو 10: 4) والينبوع الذي يفيض علينا (زك 13: 1) وآبار الخلاص التي حفرت من أجلنا (أش 12: 3) والنهر الذي يفيض بمجاريه يُفرح مدينة الله" |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|