كان موقف أليهو لا يُحسد عليه، فهو أصغرهم سنًا، وفي نفس الوقت يحترق قلبه في داخله، إذ يرى الشيخ البار في ضيقةٍ شديدةٍ من كل جانب، حتى من أصدقائه، وفي نفس الوقت لم يحتمل عتاب أيوب لله بأسلوب شديد اللهجة. يود أليهو أن ينطق بالحق الذي قد يجرح مشاعر الطرفين: أيوب وأصدقائه. الآن يقترب أليهو من أيوب ويوجه حديثه إليه، أما غاية حديثه معه، فهي أن ينطق بما هو لبنيان أيوب. فهو يحبه جدًا ومقتنع ببرِّه، لكنه كان يود أن يراه في وسط محنته في ذات الصورة البهية التي رآها فيه قبل التجربة، لا ينطق بكلمة واحدة ينسب فيها لله القسوة. ومن جانب آخر، يتكلم على لسان الله، فيعاتبه على كلماته التي وجهها لاتهام الله بالقسوة أثناء الحوار الساخن بينه وبين أصدقائه. وأخيرًا كان يسعى لإقناعه بأخطائه.