منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 04 - 2023, 11:36 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

أيوب | عدم ممارسته الوثنية




عدم ممارسته الوثنية

إِنْ كُنْتُ قَدْ نَظَرْتُ إِلَى النُّورِ حِينَ أضَاءَ،
أَوْ إِلَى الْقَمَرِ يَسِيرُ بِالْبَهَاءِ [26].
كما لم يكن غناه هو متكله بل واهب الغنى، فإن الشمس والقمر بجمالهما وبهائهما لم يحتلا مكانًا في قلبه، بل استنار بالله خالق الشمس والقمر، النور الأزلي الحقيقي.
كانت الشمس والقمر موضع عبادة الكثيرين في أيام أيوب وتكريمهما بكونهما جنديي السماء. كان هذا العمل يُحسب قمة الشر والجحود لله الخالق.
* يخبرنا أيوب أنه لم يكن يتطلع إلى الشمس وهي تشرق، ولا القمر وهو يسير ببهائه، مظهرًا أنه لم يطلب النور الحاضر.
كما تنسكب النفس للتأمل خارج نفسها، هكذا بالأكثر تفعل لكي ترتد إلى الأمور الداخلية. هكذا كل أصحاب القلوب الحكيمة يتجنبون السقوط نحو الأمور الخارجية بالحواس الجسدية. عوض هذا يبذلون جهدًا مستمرًا بأن يجمعوا أنفسهم في داخلهم بالتدبير الخفي في حراستهم لذواتهم، لكي يوجدوا بالكلية فيما هو داخلي.
ربط إرميا نفسه بأعماق قلبه في تدبيرٍ جادٍ، وهرب من الشوق نحو الحياة الخارجية، عندما قال: "لم أشتهِ يوم الإنسان، أنت عرفت" (راجع إر 17: 16).
* كما أن "ذهب" الفهم لم يجعل أيوب يتشامخ، هكذا أيضًا نور الأعمال الخارجية لم يجعله متشامخًا إلى أعلى أمام أعين البشر...
الشمس في ضيائها هي الأعمال الصالحة المعلنة في الخارج. مكتوب:" فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). مرة أخرى: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة، وسرجكم موقدة" (لو 12: 35). فان ما ورد في هذه العبارة عن الشمس المشرقة يعني الإنجيل المُشار إليه بالسرج الموقدة. فعندما تشرق الأعمال الصالحة وسط غير المؤمنين، يتقد السراج في الليل، وعندما تشرق في الكنيسة، تشرق الشمس في النهار.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* لقد ضل كثيرون عن الواحد بطرق متعددة، فألَّه البعض الشمس، حتى متى غابت يسكنون في الليل بغير إله.
والبعض عبدوا القمر، فلا يكون لهم إله في النهار .
والبعض عبدوا أجزاء العالم الآخر .
والبعض عبدوا الفنون .
وعبدَ البعض أنواع أطعمة مختلفة ، والبعض ملذاتهم ، وسُر البعض بالنساء، فأقاموا تمثالًا لامرأة عارية ودعوها أفروديت ، وعبدوا شهواتهم بصورة منظورة.
وبُهر البعض ببريق الذهب فعبدوه ، وآخرون عبدوا أنواعًا أخرى من هذه الأمور .
القديس كيرلس الأورشليمي


وَغَوِيَ قَلْبِي سِرًّا،
وَلَثَمَ يَدِي فَمِي [27].
يؤكد أيوب البار أن الأوثان والذهب والحجارة الكريمة وكثرة الغنى لم يستطع هذا كله أن يخدع قلبه سرًا، بمعنى أنه ليس فقط لم يمارس أي نوعٍ من التشامخ والكبرياء والعبادة الوثنية عمليًا، وإنما ولا تسلل خفية إلى قلبه.
وضع اليد على الفم وتقبيلها، عادة يمارسها الكثيرون حين تنشغل قلوبهم بشيءٍ محبوبٍ لديهم جدًا أو مُعجبون به للغاية، فيعبرون عما في قلوبهم بإرسال قبلات من الفم خلال اليد مع الإشارة إلى من أو ما يحبونه. هكذا لم يشغله الغنى ولا الأصنام ولا أحب هذه الأمور، ولا بعث إليها بقبلاته.
* بسط اليد إلى الفم هو التناغم بين الصوت والممارسة. فيقبل يده بفمه من يمتدح ما يمارسه، فهو يشهد لحديثه باستحقاقات ممارسته العملية. في هذه الحالة، من هو المحُتِقر إلا الذي ينال ذات العطايا لممارستها (وينسبها لنفسه)؟ حسنًا يقول الكارز العظيم: "أي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟" (1 كو4: 7). الآن يعرف القديسون أنفسهم أنهم من سلالة أصلٍ فاسدٍ، حيث أنه منذ سقوط أبينا الأول والنعمة هي التي تغيرنا إلى ما هو أفضل من جهة الاشتياقات والأعمال... يدركون أنهم نالوا قوة للجهاد. هكذا يخبر الطوباوي أيوب عن الأمور الصالحة الذي يمارسها، لكنه لم ينسبها إلى عمله مطلقًا. على العكس يسبح خالقه، ويجحد أنه قبَّل يده بفمه.
البابا غريغوريوس (الكبير)


فَهَذَا أَيْضًا إِثْمٌ يُعْرَضُ لِلْقُضَاةِ،
لأَنِّي أَكُونُ قَدْ جَحَدْتُ اللهَ مِنْ فَوْقُ [28].
لم تتسلل محبة العالم إلى قلب أيوب، لا تسللت العبادة الوثنية إليه. فلو أنه سقط في هذه أو تلك لاستحق ما حلّ عليه كعقوبة إلهية. إنه لم يجحد إلهه بتعلقه بالخليقة أو بتأليهها.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مما يحزن قلب الله أن الإنسان في ممارسته للعبادة (الوثنية)
ما هو المهم في سر التوبة والمصالحة وفي ممارسته الصحيحة؟
سمو المسيحية على الوثنية | بطلان العادات الوثنية
من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟
ذبح والده لاعتراضه على ممارسته الرذيلة مع فتيات الليل


الساعة الآن 01:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024