"أسلمه بيلاطس للصلب" - هذا القول فاتحة فصل جديد في حياة المسيح الأرضية، حمل فيه خطايا البشر ليكفّر عنها، فاقت فيه آلامه كثيراً جداً ما سبقها من الآلام التمهيدية. لقد حقق رؤساء اليهود ما أرادوه. وها هي الجماهير ترى هذا الذي أجرى المعجزات منهوك القوى، دامي الجراح. ها حمل اللّه الذي يرفع خطية العالم يسير ليُذبَح عن البشر، ويجتازُ أزقَّة مدينته حاملاً صليبه - المذبح - الذي سيُرفع عليه، كما حمل قديماً جدُّه إسحق الحطب المهيَّأ لحرْقه ذبيحةً إلى الجبل المقدس.