07 - 04 - 2023, 02:16 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كَرَامَتِي بَقِيَتْ حَدِيثَةً عِنْدِي،
وَقَوْسِي تَجَدَّدَتْ فِي يَدِي [20].
مع كل يومٍ جديدٍ يحمل فكرًا جديدًا في حياة البرّ، إذ كان يهوى الحب والحنو، لهذا لم تشخ كرامته. يقول: "كرامتي بقيت حديثة عندي"، لن تذبل قط. لا يمل من الجهاد بكل قوته من أجل المظلومين، إذ يقول: "قوسي تجددت في يدي".
*"مجدي بقي حديثًا عندي، وقوسي تجددت في يدي" [20]... كل الذين يعرفون ما هو حق، يدركون أن القِدَمْ (الشيخوخة) عادة هو من سمات الشر، وأما الجدة فمن سمات الفضيلة. لذلك يقول بولس: "إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله، ولبستم (الإنسان) الجديد" (كو 9:3)... فبالنسبة لغيرتنا (حماسنا)، عندما نكون بين أعدائنا الروحيين أو بين أقربائنا الجسديين المتنوعين، إلى حد ما ونُستغرق في عاداتهم فنشيخ، ونلوث شكل جدتنا الذي نلناه بالصلاة والقراءة وبالحياة الصالحة، وبالآلام الجادة، والسهر اليومي، فإننا في شيخوختنا نتجدد وننتعش. إذن، إذ تغتسل حياتنا بالدموع، وتمارس الأعمال الصالحة، وتمتلئ بالتأملات المقدسة تستعيد تجديدها بلا توقف...
يشير "القوس" في الأسفار المقدسة أحيانًا إلى خطط الأشرار بقوله: فَوَّقُوا سَهْمَهُمْ كَلاَمًا مُرًّا" (مز 3:64). وأشار ذات المرتل إلى يوم الدينونة: "أريت شعبك عُسرًا، سقيتنا خمر الترنح. أعطيت خائفيك راية تُرفع لأجل الحق، لكي يهربوا من أمام القوس" (مز 4:60)...
أحيانًا يُستخدم القوس في الكتاب المقدس لأمورٍ حسنةٍ. هذا عن قوس الكنيسة، وذاك عن قوس الرب الذي منه تصدر السهام - الكلمات المرعبة - إلى قلوب البشر. بحقٍ قال المرتل: "مٌد قوسه وهيأها، وسدَد نحوه آلة الموت، يجعل سهامه ملتهبة" (مز 12:7-13)...
فالقوس في إلىٌد هو الكتاب المقدس في العمل. فهو يمسك بقوسٍ في يده، من يمارس عمليًا الإعلانات الإلهية التي تعلمها بفهمٍ. هكذا فإن "القوس يتجدد في اليد"، وذلك بأن كل ما نتعلمه بخصوص الإعلان المقدس بالدراسة يتحقق بممارسته عمليًا...
يخبرنا الطوباوي داود عن ظروفه، ويسبق فيخبرنا عن ظروفنا، وبينما يشير إلى أحزانه، على قدم المساواة يتحدث عما يخص الكنيسة المقدسة وظروفها بذات المعنى.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|