قداسة البابا شنوده الثالث
نتناول بالتحليل المعركة بين الحق والباطل:
كثيرًا ما ينجح الباطل أولًا، لأن له وسائل وحيلًا أكثر من الحق! فالباطل يستطيع أن يكذب ويخدع، ويلجأ إلى التزوير والإدعاء والنفاق... بينما لا يستطيع الحق أن يلجأ إلى شيء من هذا كله... فإن نجح الباطل بوسائله الملتوية، فلا تيأس... ليس المنتهى بعد... غالبًا ما ينكشف بالوقت، وتبطل كل مؤامرته... ثم ما يلبث الحق أن ينتصر، ولكن في النهاية، بعد حين.
قدّم القديس اوغسطينوس مثالًا لذلك فقال: عند إيقاد نارٍ من خشب، تبقى النار من تحت، ويرتفع الدخان إلى فوق، ويظل يرتفع وتتسع رقعته، ولكنه في كل ذلك يتبدد، بينما تبقى النار محتفظة بذاتها. وهكذا يكون الأمر بين الحق والباطل في كيف تكون نهاية كل منهما... والمهم في النهاية.